“نصيب” يحيي آمال مزارعي الحمضيات لتصريف فائض محصولهم…فهل سيكون باباً للخلاص من أزمتهم أم المعاناة ستتكرر؟!
آمال كبيرة عقدها التجار والصناعيون والفلاحون على إعادة فتح معبر نصيب، هذا المعبر الذي يحمل أبعاداً استراتيجية ويشكل شريان حيوي في المنطقة العربية ككل، واليوم ومع بدء موسم الحمضيات تنفس الفلاحون الصعداء على أمل فتح المجال أمام تصريف منتجاتهم، فهل سيحقق فتح المعبر الفائدة المرجوة أم ستبقى مشكلة تصريف الحمضيات وغيرها من المواسم الزراعية عالقة بانتظار رأفة الجهات المسؤولة بحال المزارعين؟؟.
إنقاذ فائض الانتاج الزراعي!
تغير حال الصادرات الزراعية بعد افتتاح معبر نصيب حاول “سينسيريا” من خلال الاطلاع على آراء أهل الزراعة والمتهمين بواقعها، حيث اعتبر عبد الرحمن قرنفلة “المستشار الفني في اتحاد الغرف الزراعية” أن إعادة فتح معبر نصيب من الأمور الهامة في المرحلة الراهنة، فأي نافذة تصديرية تساهم بدعم الاقتصاد الزراعي وانقاذ فائض المحاصيل الزراعية، ومعبر نصيب هام بالنسبة لحركة المنتجات الزراعية السورية، إذ أن 90% من المنطقة العربية تعاني من عجز غذائي، لذا فإن سورية ستعود إلى الواجهة في تصدير المنتجات الزراعية وغيرها، لكن مع ذلك فإن إعادة فتح المعبر ليست كافية إذ يشكل فائض الحمضيات في سورية أكثر من 600 ألف طن، بالتالي على الحكومة اتخاذ تدابير وإجراءات فورية تسهل تسويق الحمضيات كي لا يقع الفلاح في ذات المشكلة كل عام.
وأشار قرنقلة إلى أن اغلاق المعبر خلال سنوات الأزمة ألحق أضراراً فادحة بالقطاع الزراعي كونه أحد أهم المعابر للصادرات الزراعية إلى السوق العالمية، فمن المتوقع أن تتحسن الصادرات الزراعية بشكل كبير اليوم.
بوابة جديدة
وفي ذات النبرة تقريباً أكد محمد كوسا “خبير اقتصادي” أن المعبر يشكل شريان حيوي ويعد معبر استراتيجي وستشكل إعادة فتح المعبر مصلحة مشتركة لسورية والاردن من الناحية الاقتصادية، مشيراً إلى أن المعبر كان الرئة التي يتنفس منها التجار والصناعيون والمزارعون، وطريقا رئيساً لتصدير المنتجات الزراعية السورية إلى أسواق الأردن ولبنان وتركيا ويفتح المجال أمام زيادة الإنتاج وفتح أسواق جديدة في الخارج، خاصة بعد عودة الأراضي الزراعية لحوزة الفلاحين بعد تحرير أغلب المناطق بالتالي رفد الدولة بكافة الأصناف الزراعية بالتالي تحريك حركة الاقتصاد، واليوم تزامن فتح المعبر مع موسم الحمضيات والذي كان يشكل تخوّف من قبل الفلاحين في السنوات السابقة، لكن اليوم سيخفف فتح هذا المعبر من تخوفهم ويكون بوابة جديدة لتصدير منتجاتهم الزراعية، بالتالي من المتوقع أن نشهد هذا العام رضا نسبي من قبل فلاحي الحمضيات حول تصريف منتجاتهم، ناهيك عن أن اعادة فتح المعابر مع سورية سيدب الحياة في عروق المزارعين، إذ أن معرفة المزارع أن انتاجه سيلقى تسويقا مناسبا سيدفعه إلى زراعة الأرض.
لا يمكن الجزم!
إعادة افتتاح المعبر شكل حالة من التفاءل عند الوسط التجاري أيضاً كغيره من الأوساط الاقتصادية، حيث أكد منار جلّاد عضو مجلس غرفة تجارة دمشق أنه من فوائد المعبر الاستراتيجي السرعة في نقل البضائع وتخفيض تكلفة التصدير خاصة أن بضائعنا كانت تصدر عن طريق البحر، إضافة الى أن انتعاش تصدير الخضروات والفواكه السورية الطازجة خاصة الحمضيات على اعتبار بدء موسمها حالياً ولا يمكن لمس نتائج فتح المعبر بشكل آني كذلك لا يمكن الجزم بارتفاع اسعار المنتجات المصدّرة لأن ذلك يتعلق بالسياسة التصديرية التي ستتبعها الدولة، مشيراً الى أن التصدير سيرتكز حالياً على الفواكه مما يعود بالفائدة على حمضيات الساحل السوري.