” جابر عثرات الأمن الغذائي العربي” يوثّق أحدث إنجازاته.. ”اكساد”

” جابر عثرات الأمن الغذائي العربي” يوثّق أحدث إنجازاته.. ”اكساد” يعلن بصمته النبيلة اقتصادياً واجتماعياً..

الخبير السوري:

اتخذ أداء المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة ” اكساد”.. بعداً بنيوياً في صلب المضمار الاقتصادي في العالم العربي، وما يتصل به من أبعاد اجتماعية، تلتقي جميعها عند النقطة الأكثر حساسية في مجمل دول العالم النامي، وهي الأمن الغذائي الذي بدا اليوم تحدياً صعباً في العالم، الذي عنون معظم الخبراء مرحلته الراهنة بـ ” نهاية زمن الغذاء الرخيص”.. فمشكلة العالم اليوم مشكلة غذاء في محصلاتها المتصلة مباشرة بمصائر المجتمعات والشعوب.

والواقع أن القطاع الزراعي هو الخيار الإنقاذي المتقدّم على صعيد الاستدامة و إمكانية الاستثمار المتجدد، فهو القطاع “غير الناضب” والثروة الدفّاقة التي تعد بمتوالية نتائج كميّة تواكب مستويات الاجتهاد والرعاية التي توليها الدول أو الأقاليم لهذا القطاع.

من هنا يبدو عمل ” اكساد” محورياً و عميقاً في تأثيره الإيجابي على مستوى العالم العربي..إذ له من اسمه أكبر النصيب، عبر التوزيع الأفقي لنظرته الإستراتيجية ولاهتماماته ورعايته للقطاعات الزراعية في هذه الدول.. وقد يكون هذا المركز ” العابر للسياسة” ومقتضياتها الصعبة أحياناً، من أهم عناوين العمل العربي المشترك الذي ما زال يفتقر إلى الكثير والكثير من الجهود من أجل إعطائه ما يلزم من دفع إلى الأمام.

تبدو نتائج حضور ” اكساد” الفعلية على الأرض وفي الحقول وبالتالي في أوساط طيف واسع من المجتمعات العربية، تبدو كبيرة وكثيرة في الواقع.. وهي ذات ملامح و انعكاسات مباشرة و أخرى غير مباشرة.. إلّا أن تقارير المركز خرجت بتوثيق أرقام أحدث الإنجازات ..

القمح

إذ رصد تقرير طازج، استنباط 10 أصناف من القمح القاسي، و10 أصناف من القمح الطري، و8 أصناف من الشعير اعتمدت في سورية، لبنان، العراق، الأردن، ليبيا، اليمن، المغرب، تونس، الجزائر، والسودان وأسهمت في تحقيق زيادة في إنتاج الحبوب.

وفي ذات الاتجاه، تمّ تزويد الدول العربية بكمية 200 طناً من بذور أصناف القمح والشعير الحديثة التي استنبطها أكساد من أجل تعزيز أنظمة إكثار البذور المحسنة عالية الإنتاجية في الدول العربية وتوزيعها على الفلاحين.

الأشجار المثمرة

من جانب آخر قام ” اكساد” بمساعدة الدول العربية في إنشاء مشاتل للزيتون وأشجار الفاكهة، كما وزع نحو 3 ملايين غرسة وعقلة مجذرة من الزيتون و اشجار الفاكهة المتحملة للجفاف لا سيما الفستق الحلبي واللوز والكرمة، ساهمت هذه الجهود في تعزيز إنتاج الزيتون والفستق الحلبي بشكل خاص العديد من الدول العربية.

الإنتاج الحيواني

وعلى صعيد الإنتاج الحيواني  وزع المركز العربي نحو 13 ألفا من رؤوس الغنم العواس والماعز الشامي إلى الدول العربية وهو نتاج عمل علمي مكثف استمر لسنوات طويلة أدى إلى تطوير سلالتي الغنم العواس والماعز الشامي من حيث الإنتاجية التي بلغت 450 كغ حليب في الموسم ونسبة توائم بحدود 70% في الماعز الشامي، و265 كغ حليب وبنسبة توائم 40% في الغنم العواس وهي أرقام عالية، وإذا ما أحسن استخدام هذه التراكيب الوراثية المتفوقة فإنها بلا شك ستسهم في زيادة إنتاج الحليب واللحم في الدول

العربية.

وقد لاقت هذه التراكيب الوراثية الحديثة طلباً كبيراً من الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية في الدول العربية من أجل استخدامها في تحسين إنتاجية قطعانهم، لذلك وبغية تسريع وتيرة تطبيق هذه النتائج قام المركز العربي أكساد بتوزيع نحو 30 ألف قشة من السائل المنوي المجمد مأخوذة من الافراد المحسنة وراثيا وعالية الانتاجية لاستخدامها في عمليات التلقيح الاصطناعي في الغنم العواس و  الماعز الشامي.

و بغية إعادة تأهيل المراعي العربية المتدهورة وتحسين إنتاجيتها من الأعلاف ، إذ بدون مراعٍ جيدة لا يمكن أن تتطور الثروة الحيوانية في الدول العربية ، تعاون أكساد مع الدول العربية واستطاع تأهيل مساحة 23 ألف هكتار من المراعي المتدهورة في سورية والأردن والسعودية والجزائر واليمن ومصر وتم رفع التغطية العشبية بنسبة 30% ورفع مستوى الحمولة الرعوية من 0.5 رأس/هكتار إلى 2.5 رأس/هكتار بتكاليف مالية قليلة نسبيا، وهذا إنجاز نوعي يمكن تطبيقه على المراعي العربية الشاسعة، وله أهمية اقتصادية واجتماعية كبرى، كما وزع أكساد 8 طن من بذور النباتات الرعوية على الدول العربية من أجل تحسين نوعية المراعي.

المياه

ولأن المشكلة الأكبر حالياً هي مشكلة مياه،  نفذ أكساد 18 سدة مائية (خزان مائي) في المناطق الجبلية الفقيرة في لبنان وسورية يمكنها أن تحجز مياه الأمطار في الشتاء لتسهم في تأمين المياه اللازمة للاستخدامات المنزلية ولسقاية المزروعات لا سيما التبغ في أشهر الصيف الأمر الذي حسن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في هذه المناطق الفقيرة.

تقانة

وفي مجال المعلومات ونقل التكنولوجيا الزراعية، قام المركز العربي بإصدار 163 موسوعةً وأطلساً ومرجعاً علمياً عالية المستوى باللغة العربية في مختلف المواضيع الزراعية، كما درب أكثر من 20  ألفاً من الفنيين والمهندسين الزراعيين في مختلف الدول العربية في مجالات الزراعة المختلفة أسهمت في رفع الحالة المعرفية الزراعية حسب طبيعة عملهم.

وتبين الدراسات الاقتصادية أن العائد الاقتصادي المباشر والذي يمكن حسابه لأعمال أكساد في التطوير الزراعي في الدول العربية يقدر بنحو 2 مليار دولار على الأقل استفاد منها الفلاح العربي.

أما الآثار الاقتصادية غير المباشرة فهي أكثر من ذلك بكثير.

ولا يزال المركز العربي ”أكساد” يبذل كل ما يستطيع عمله في سورية والدول العربية و بالتعاون مع وزارات الزراعة الدول العربية من أجل تطوير الزراعة العربية وتحسين الإنتاج الزراعي فيها.

آخر الأخبار