أرقام.. وأجور!

أرقام.. وأجور!

الإثنين 25-02-2019  هني الحمدان:

لم تكن دراسة المكتب المركزي للإحصاء وما كشفت عنه من أرقام حول متوسط الإنفاق للأسرة السورية الأخيرة, فقد سبقها الكثير من الدراسات حيال موضوع الإنفاق وحجمه واحتياجات الأسر بعد حالة التضخم التي وصلت مستويات عالية..

حجم الإنفاق المتوسط كبير وغير متلائم مع حجم الرواتب والأجور، وهذا ليس بذاك السر الخطير, فما حصل من متغيرات طالت أسعار السلع والمواد واحتياجات الناس جعل من دخل المواطن وليراته لا يقارن أبداً مع المتطلبات والاحتياجات..

مثل تلك الأرقام التي أعلنها مكتب الإحصاء ومقارباته التي أشارت إلى أن المتوسط للإنفاق للأسر شهرياً يتعدى الثلاثمئة ألف ليرة, أي الحاجة لهذا المبلغ, في وقت إن المتاح من الدخل لا يتجاوز بحده الأعظمي الخمسين ألف ليرة, معادلة لا شك صعبة وتحتاج للعديد من التدخلات الحكومية وهذا ما تعمل عليه في سد الهوة الحاصلة قدر الإمكان, ومن أهم مساعيها تدخلاتها الإيجابية ببعض المرافق, ومحاولاتها ضبط إيقاع أسعار الأسواق وجنونها الحاصل..

ولكن رغم كل تلك الإجراءات والمساعي, إلا أن هناك مناحي تنعكس إيجاباً وسريعاً من أهمها زيادة الإنتاج الصناعي والاقتصادي وفتح العديد من المشروعات الصغيرة والكبيرة وضخ رؤوس أموال من جانب القطاع الخاص والاستثماري, أمر له انعكاسه السريع على التنمية وتالياً على تحسن المداخيل..

وهنا نسأل: ماذا قدّم القطاع الخاص..؟ قطاع لم يبرع كما برع في طلباته المستمرة بالميزات والتسهيلات، لدرجة أنه حصل على شرف التشاركية التامة مع القطاع العام, آخذاً العديد من المحفزات والمشجعات إلا أنه تأخر كثيراً عن الوفاء بمتطلبات الإنتاج وتوظيف العمالة وما شابه ذلك..

أرباب القطاع الخاص لديهم من السيولة ما يحرك أسواقاً كاملة ويعيد الحركة لمئات المنشآت الإنتاجية، لم يدركوا بعد حجم المخاطر الكبيرة والمحتملة، إذا ما استمر تأخر منشآتهم عن الوفاء بالأدوار المهمة جداً بشأن إيجاد الفرص الوظيفية الملائمة أمام الباحثين والباحثات عنها من المواطنين, وعدم ذهابهم بتشاركات حقيقية مع العام وصولاً للإنتاج الوطني الكامل.. مرحلة وأرقام مهمة تستدعي تضافر الجهود الخاصة والعامة لطرح مشاريع ومبادرات إنتاجية لعلها تسهم في حلحلة بعض المسائل التنموية..

http://tishreen.news.sy/?p=292651

آخر الأخبار