على “المركزي” أن يقول كلمته..!
مصدر الخبر: البعث حسن النابلسي الأحد, 25/08/2019
على “المركزي” أن يقول كلمته..!
مصدر الخبر: البعث حسن النابلسي الأحد, 25/08/2019
يثير التزام مصرف سورية المركزي الصمت المطبق تجاه ما يعتري انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الكثير من الريبة، ويفتح المجال واسعاً أمام تأويلات وتفسيرات تنعكس سلبا على واقع سعر الصرف..!
رغم اعترافنا بحساسية أي تصريح بهذا الخصوص، وضرورة توخي الدقة الشديدة عند الإدلاء به، إلا أن هذا لا يعني النأي التام عن أي توضيح يضعنا بصورة ما يحدث، على الأقل كإعلاميين كي نستطيع تقدير الموقف، وعدم اللجوء إلى تقديرات قد لا تكون خاطئة فحسب، بل خطرة لجهة الاسهام في المزيد من تدهور سعر الصرف..!
لربما كان لأي توضيح يصدر عن المصرف المركزي لما يحدث أثر إيجابي، على الأقل لجهة بث تطمينات شريطة أن تكون مبنية على أسس واقعية ومنطقية وليست طوباوية، الهدف منها إبراء ساحة المركزي مما يعتري سعر الصرف هذه الأيام، والذي يناهز حاجز الـ620 ليرة في السوق الموازية..!
فإذا ما كان ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة ، ووهمياً حسب ما يحاول أن يؤكده المركزي بين الفينة والأخرى، فيجب أن يكون هناك حملة حكومية غير مسبوقة لسحق كل من يتاجر بسعر الصرف، ومن يسعر بضائعه على أساس الـ620 ليرة..!
فالأسعار باتت أكثر من كاوية نتيجة تقويمها وفق سعر السوق الموازية المطوّعة من قبل المتاجرين بسعر الصرف، وهذا يعني بالمحصلة إما إنه سعر حقيقي وليس وهمياً، أو إنه بالفعل وهمي وليس حقيقياً، ولكن عجز الحكومة ممثلة بأذرعها التنفيذية المعنية لجهة سحق المرتكبين، هو من قلب المعادلة..!
إننا أمام منحدر خطير جداً، ينذر بمزيد من التدهور… والضحية بالنهاية هو المواطن الذي أطبقت ضغوطات الحياة عليه ، ولم يعد قادراً على أدنى حد من المجاراة لما يحدث في السوق، والرابح ثلة من الساعين لتضخيم ثرواتهم..!
ولعله من سخرية الاقتصاد أن يصبح سعر الصرف وتذبذباته حديث الشارع برمته، وأن يدعي من لا تمت مهنته أو حرفته إلى الدولار بصلة أن ارتفاعه أثر على رفع تكاليف إنتاجه. لقد وصلنا إلى مرحلة امتص فيها الدولار دخولنا وهدد مدخراتنا، منذراً بانقراض الطبقة الوسطى وازدياد أعضاء الطبقة الفقيرة وتعميق فقرها، وتعاظم ثروات الأغنياء خاصة المستفيدين من لعبة سعر الصرف، فأبطال هذه اللعبة نجحوا إلى حد كبير في إخراج حلقات مسلسل ارتفاع سعر الصرف في متوالية لم يغب عنها العامل النفسي الذي أعطى انطباعاً بتدهور عملتنا الوطنية؛ ما شجع السواد الأكبر من مجتمعنا على الإسراع بتبديلها بالدولار من استطاع إليه سبيلاً، إلى جانب الذهب والعقار..!