من محاضرة الدكتور دانيال بولس بمناسبة خمسة وسبعون عاماً على تأسيس منظمة الأمم المتحدة
ملتقى الثقافات العربية
من محاضرة الدكتور دانيال بولس بمناسبة خمسة وسبعون عاماً على تأسيس منظمة الأمم المتحدة
الدكتور دانيال بولس
ملتقى الثقافات العربية
مجلس العلاقات الإسلامية المسيحية
.. ودعونا هنا نراجع معاً ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على أن وقوع العدوان السافر وتعريض سلامة الأراضي وإستقلال الشعوب للخطر والإنتهاك هو أمر مرفوض وممنوع في ميثاق الأمم المتحدة كما نص على أن يمتنع الأعضاء جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد بإستعمال القوة أو إستخدامها .
إن خرق لوائح هذا الميثاق يتيح للدول التي تعرضت لإحتلال أو مس لسيادتها الوطنية أو إستقلالها السياسي أن تفعل ما بوسعها لإستعادة تلك السيادة على أساس أنه حق تم إغتصابه بالقوة السافرة التي ضربت بعرض الحائط ميثاق الأمم المتحدة ..
هذا الميثاق الذي وقع في 26 يونيو/ حزيران من عام 1945 في سان فرانسيسكو والذي أصبح نافذاً في 24 تشرين أول/أكتوبر من عام 1945 .. ونحن هنا لا نقدم فلسفة حديثة أو إستنتاجات كيفية بل هذا ما ورد بعبارات واضحة جاء فيها بأن يكون لكل الدول والشعوب الحق في تقرير مصيرها كذلك إتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أي عدوان .. الأمر الذي تم تفسيره من العديد من الجهات والأشخاص ذات الصلة بأنه حق شرعي وقانوني في مقاومة الإحتلال .. ففي بنود الميثاق ما تضمن شرعية الدفاع عن النفس بوصفه حقاً من حقوق الإنسان وهو ما سارت عليه البشرية طوال تاريخها .. وقد ذكر بالبند الثاني من المادة الأولى بأن للشعوب الحق في تقرير مصيرها ،، وفي الميثاق العربي لحقوق الإنسان قد جاء بالبند الرابع من المادة الثانية: بأن لكافة الشعوب الحق في مقاومة الإحتلال الأجنبي .
نرى نفس قوى الإستكبار والإستعمار التي غزت العالم كانت قد خاضت في فترات مختلفة من تاريخها حروباً شرسة وواسعة تحت عنوان المقاومة والتحرر والإستقلال فكيف لهم اليوم أيها السادة أن يناقضوا المبادئ التي وضعوها للعالم فيصفون الحركات التحريرية والمقاومة في العالم بالإرهاب ؟ هو سؤال لا يجيب عليه إلا من قرأ التاريخ جيداً ليعرف إسقاطات الماضي على حاضرنا المعاصر .
(إنه عيد ماسي لكنه ليس براقاً)
ودمتم بخير .
التعليقات مغلقة.