العولمة الاقتصادية وانعكاساتها في الاقتصادات العربية

المؤتمر العلمي الثالث عشر للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية 7 – 8 ديسمبر / كانون أول 2012

المؤتمر العلمي الثالث عشر للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية

7 – 8 ديسمبر / كانون أول 2012

جدلية السلطة والثروة وسياسات التوزيع في الوطن العربي

المحور الثاني- الأبعاد الدولية

 

بحث بعنوان:

العولمة الاقتصادية وانعكاساتها في الاقتصادات العربية

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

عميد كلية الاقتصاد – جامعة دمشق

 

رابط تحميل البحث كاملاً بصيغة P D F: العولمة الاقتصادية وانعكاساتها في الاقتصادات العربية 

العولمة الاقتصادية وانعكاساتها في الاقتصادات العربية

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

بكل وضوح أصبحت (برغماتية العولمة) هي القوى الخفية التي تتحكم بالعالم، القوى الخفية التي أشار إليها برتراندرسل بقوله: (ونحن نعاني من القوى غير الشخصية العظمى التي تسيطر على حياتنا اليومية، فتسبب بقاءنا عبيداً للظروف ولو أننا لم نعد عبيداً بحكم القانون)، فكيف حدث ذلك؟ بعد أن أصبح «من تعرف» أهم من «ماذا تعرف» لتوافر المعرفة بأدق الأمور للكل اليوم، ومن عكس فلسفة هذا المناخ لأول مرة وعرف به؟ [1]

المقدمة – مفهوم العولمة:

أصبحت العولمة (Globalization) من أكثر الكلمات استخداماً في الأدبيات المعاصرة. وقد تم تعريف العولمة على أنها: إكساب الشيء طابع العالمية، وجعل نطاقه وتطبيقه عالمياً. وأضحت ظاهرة العولمة الهاجس الطاغي في المجتمعات المعاصرة، فهي تستقطب اهتمام الحكومات والمؤسسات ومراكز البحث ووسائل الإعلام. وتعاظم دور العولمة وتأثيرها على أوضاع الدول والحكومات وأسواقها وبورصاتها ومختلف الأنشطة الاقتصادية فيها.

(ومن الواضح والجدير بالإشارة معاً أن هذا المصطلح شاع في الوطن العربي وذاع وانتشر في الخطاب السياسي والاقتصادي وفي وسائل الإعلام المختلفة، شأن الكثير من المصطلحات الغربية ـ الأوروبية والأمريكية ـ الأكثر انتشاراً وتأثيراً على مجمل النشاط السياسي العالمي. مثلما شاع مصطلح الخصخصة في السنوات الأخيرة أيضاً وترافق معه، وراح كل متحدث أو كاتب في شأن من الشؤون الاقتصادية يطلقه في معرض الإشارة إلى عملية تحويل مشاريع القطاع العام والمنشآت الاقتصادية التابعة لدولة ما من دول العالم الراهن إلى شركات خاصة يديرها أفراد من أبناء هذه الدولة نفسها أو من يشاركهم في إدارتها من خارجها). [2]

ثمة فارق بين مصطلح العالمية (International) ومصطلح العولمة Globalization التي نحن بصدد الحديث عنها. لذلك لابد من التفريق بين العالمية والعولمة. لقد استخدمت مفردات متعددة للتعبير عن العولمة أو.. معنى مدان لها قريب منها. على أن الكلمة الأكثر شيوعاً واستخداماً في هذا المجال Globalization وقد أخذت من كلمة Globe ومعناها: الكرة ـ الكرة الأرضية ـ الكرة الجغرافية، ولعل هذا هو الذي جعل بعضهم يترجمونها إلى الكونية.

حين انتشرت الحواسيب وصارت هي التي تتكلم مع الإنسان أو يتكلم معها الإنسان بدلاً من المحاضرة والكتاب والمجتمع، (سقطت سلطة الدولة، مثل سقوط سلطة إعلامها على الناس بالأقمار الصناعية، وسقوط سلطاتها على المصارف الدولية التي تقرر قيمة إنتاجها؛ أي سعر صرف عملاتها، فلم يبق سوى السقوط السياسي والحربي بسيطرة سياسة القطب البراغماتي الواحد على العالم، وهو الولايات المتحدة الأمريكية، فما هي هذه القوة التي انتقلت من التقديس الديني المسيحي إلى التقديس الأداتي، إلى البرغماتية الفلسفية التي تنتقل اليوم بالعولمة إلى كل منزل بالكون، دون أن يشعر سكانه بمناخها الاقتصادي الذي يطال لقمة عيشهم، قبل مناخها السياسي الذي يفرض نفسه على دولهم وهي صاغرة؟!). [3]

وهناك من استخدم كلمة Mundialization من اللفظة الفرنسية Monde وتقابل بالإنكليزية World Universe وثمة من استعمل مصطلحاً هو في الأصل سياسي:(الشوملة) وهي (الشمولية) ذاتها Totalitarianism. [4]

مهما يكن من أمر/ فإن كلمة العولمة هي الأكثر شيوعاً في العربية، وهي تتميز بخصائص بنيوية جديدة على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والتنظيمية والاجتماعية والثقافية.

على المستوى السياسي، تقتضي العولمة الاعتراف بمحدودية النشاط السياسي على النطاق القومي في بلد محدد، وذلك بفعل العولمة كنظام شامل.

يقول محمد عابد الجابري: (إنه إذا صدرت الدعوة إلى العولمة من بلد أو جماعة فإنها تعني إعمام نمط من الأنماط التي تخص ذلك البلد أو تلك الجماعة وجعله يشمل الجميع: العالم كله، وإنه طالما صدرت هذه الدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الأمر يتعلق بالدعوة إلى توسيع النموذج الأمريكي، وفسح المجال له ليشمل العالم كله. مما يعني أن العولمة الثقافة التي راحت تصل إلى أي مكان كل مكان تقريباً على وجه كرتنا الأرضية عبر وسائل الإعلام التي تتحكم الولايات المتحدة بخمسة وستين بالمائة من مجموع المادة الإعلامية في العالم، ستقود بالنتيجة المتوخاة إلى قطع الصلة شيئاً فشيئاً بين الإنسان ومجتمعه ووطنه، والقفز فوق الوطن عبر صيغة العولمة هذه، وهذا ما يجب أن يرفضه العرب ـ ويجب أن يفعلوا ـ بل رفضه المثقفون الأوروبيون قبلهم انطلاقاً من فكرة تقول بتعارض العولمة مع التعددية الحضارية ومع صلة الإنسان بوطنه وضرورة توحد المجتمع الأوروبي ضد العولمة بصيغتها الأمريكية.) [5]

ويعرف الدكتور إسماعيل صبري عبد الله العولمة والتي يفضل أن يستخدم مكانها مصطلح الكوكبة على أنها:(التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والسلوك دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة أو انتماء إلى وطن محدد أو لدولة معينة ودون حاجة إلى إجراءات حكومية). [6] لماذا ابتعد الدكتور إسماعيل صبري عبد الله عن المفهوم الدقيق للعولمة؟ والذي يعني هيمنة نمط الإنتاج الرأسمالي وانتشاره بعمق لا بل هيمنة النمط الأمريكي سيما وهو يقر بأن الرأسمالية كنمط إنتاج تتغير ملامحها وأساليبها في الاستغلال عبر الزمن. كما انه يربط بين نشأة العولمة وانتشار الشركات متعددة الجنسية.

(ما هي العوامل التي أدت إلى بروز ظاهرة العولمة في الوقت الراهن؟ وهل هذا يرجع إلى انهيار نظام الدولة ذات الحدود المستقلة؟ وهل العولمة تتضمن زيادة التجانس أم تعميق الفوارق والاختلافات؟ وهل الهدف هو توحيد العالم أم النظم المجتمعة عن طريق الحدود المصنوعة؟ وهل العولمة تنطلق من مصادر رئيسية واحدة، أم تنطلق من مصادر متنوعة ومتداخلة؟ وهل تنطلق من عوامل اقتصادية وإبداع تقاني أم من خلال الأزمة الايكولوجية؟ وهل هي عبارة عن اتحاد لكل هذه العوامل أم انه لا تزال هناك أبعاد أخرى؟ وهل العولمة تتميز بوجود ثقافات عامة أم مجموعة من الثقافات المحلية المتنوعة؟ وهل العولمة غامضة، أم أنها تحول بارز على المدى الطويل بين العام والخاص، وبين المحلي والخارجي، وبين المغلق والمفتوح؟ وهل هي استمرار لنمو الفجوة بين الفقراء والأغنياء على جميع المستويات؟ وهل العولمة تتطلب وجود حكومة عالمية؟ [7]

إن جوهر عملية العولمة يتمثل في تسهيل حركة الناس وانتقال المعلومات والسلع والخدمات على النطاق العالمي. وتشمل الحركة والانتقالات التي تنتشر عبر الحدود ست فئات رئيسة وهي: البضائع، الخدمات، الأفراد، رأس المال، الأفكار، والمعلومات والمؤسسات). [8]

لكن العولمة بالمفهوم المعاصر (الأمركة) ليست مجرد سيطرة وهيمنة والتحكم بالسياسة والاقتصاد فحسب، ولكنها أبعد من ذلك بكثير، فهي تمتد لتطال ثقافات الشعوب والهوية القومية والوطنية، وترمي إلى تعميم أنموذج من السلوك وأنماط أو منظومات من القيم وطرائق العيش والتدبير، وهي بالتالي تحمل ثقافة (غربية أمريكية) تغزو بها ثقافات مجتمعات أخرى، ولا يخلو ذلك من توجه استعماري جديد يتركز على احتلال العقل والتفكير وجعله يعمل وفق أهداف الغازي ومصالحه. وأكد ذلك الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حين قال في مناخ الاحتفال بالنصر في حرب الخليج الثانية: (إن القرن القادم سيشهد انتشار القيم الأمريكية وأنماط العيش والسلوك الأمريكي).[9]

[1]  – أنظر، الدكتور يحيى هاني نصري، الفلسفة الأمريكية والعولمة – سيطرة البراغماتية، آفاق المعرفة، 2010.

[2] – عبد المطلب محمود، العولمة وثقافة الطفل العربي، دراسة مقدمة إلى المؤتمر العام العشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، دمشق 18 – 21 كانون الثاني 1997، ص 662.

[3]  – الدكتور يحيى هاني نصري، الفلسفة الأمريكية والعولمة – سيطرة البراغماتية، آفاق المعرفة، 2010.

[4]  – نصر الدين البحرة، مخاطر العولمة عل الأطفال وعلى ثقافة الأطفال، دراسة مقدمة إلى المؤتمر العام العشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، دمشق 18– 21 كانون الثاني 1997، ص 744.

[5]  – محمد عابد الجابري، قضايا في الفكر المعاصر، العولمة نظام وإيديولوجيا، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1997، ص 149.

[6] – إسماعيل صبري عبد الله، الكوكبة الرأسمالية العالمية في مرحلة ما بعد الإمبريالية، مجلة الطريق العدد 4 تموز/ آ ب 1997 ص 47.

[7] – انظر دراسة أحد أبرز علماء السياسة الأمريكيين جيمس روزناو، ديناميكية العولمة نحو صياغة عملية، قراءات إستراتيجية، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، القاهرة 1997 نقلا” عن السيد يسن، مفهوم العولمة، مجلة المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، العدد 228 شباط 1998، ص 7.

[8] – د. مصطفى محمد العبد الله الكفري، عولمة الاقتصاد والاقتصاديات العربية، بحث منشور في مجلة الفكر السياسي، العددان الرابع والخامس، منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق، شتاء1998- 1999، ص ص304-318.

[9] – الأسبوع الأدبي، العدد رقم 602 الصادر بتاريخ 14/3/1998 ص 19.

 

 

العولمة الاقتصادية وانعكاساتها في الاقتصادات العربية

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

Contents

المقدمة – مفهوم العولمة: 3

أولاً – العولمة الاقتصادية: 6

ثانياً – ملامح العولمة الاقتصادية: 8

يمكننا تحديد أهم ملامح العولمة الاقتصادية كما يلي: 9

ثالثاً – العولمة الاقتصادية والوطن العربي: 14

رابعاً – أهم نتائج وتداعيات العولمة الاقتصادية في اقتصاديات الدول العربية: 15

– أوضاع الدول العربية في ظل العولمة: 17

خامساً – أثر العولمة الاقتصادية في اقتصادات الدول العربية: 19

1 – العولمة الاقتصادية في اقتصاد الإمارات العربية المتحدة: 21

2 – أثر العولمة الاقتصادية في اقتصاد دولة الكويت: 21

3 – العولمة الاقتصادية في اقتصاد المملكة العربية السعودية: 22

4 – أثر العولمة الاقتصادية في اقتصاد دولة قطر: 23

5 – أثر العولمة الاقتصادية في اقتصاد الجمهورية الجزائرية: 23

6 – أثر العولمة الاقتصادية في الاقتصاد الليبي: 23

7 – العولمة الاقتصادية في اقتصاد المملكة الأردنية الهاشمية: 23

8 – أثر العولمة الاقتصادية في اقتصاد الجمهورية اللبنانية: 24

9 – أثر العولمة الاقتصادية في اقتصاد المملكة المغربية: 24

10 – أثر العولمة الاقتصادية في اقتصاد الجمهورية التونسية: 25

11 – العولمة الاقتصادية في اقتصاد الجمهورية العربية السورية: 25

سادساً – كيف تواجه الدول العربية العولمة الاقتصادية: 25

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار