
قاموس المستشار الاقتصادي – منظمة التجارة العالمية
الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
قاموس المستشار الاقتصادي – منظمة التجارة العالمية
منظمة التجارة العالمية World Trade Organization
منظمة التجارة العالمية منظمة دولية مقرها مدينة جنيف في سويسرا، تُعنى بتنظيم التجارة بين الدول الأعضاء، وتُعد الجهة العالمية الوحيدة المختصة بوضع القوانين الدولية المنظمة للتجارة بين الدول. تهدف إلى ضمان انسياب التجارة العالمية بأكبر قدر من السلاسة واليسر والحرية، وتعزيز انفتاح الأسواق ورفع مستوى المعيشة وتنمية الدخل وتوفير فرص العمل وتطوير الإنتاج وتنمية التجارة الدولية.
النشأة والتأسيس:
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خرجت أوروبا منهكة القوى، وحصدت الولايات المتحدة الأمريكية التي كل المكاسب وتصدت لقيادة العالم وظهر النظام العالمي الذي تسيطر عليه أمريكا، حتى أن الرئيس الأمريكي روزفلت صرح بعد الحرب قائلاً: (إن قدرنا هو أمركة العالم).
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية إعادة تنظيم العلاقات الاقتصادية الدولية على أسس تؤمن لها استمرار السيطرة الاقتصادية والقيادة ودعت الولايات المتحدة إلى عقد مؤتمر دولي عرف فيما بعد باسم (مؤتمر بريتون وودز Bretton Woods كان من أهم نتائجه ظهور مرحلة جديدة في النظام الاقتصادي العالمي تهدف إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب وبخاصة في أوروبا واليابان، خلق مناخ ملائم لتنشيط الإنتاج والتبادل التجاري العالمي، تشجيع وحماية مصالح الشركات متعدية الجنسية. وتأسس استناداً إلى معاهدة بريتون وودز مؤسستان عالميتان هامتان: الأولى – صندوق النقد الدولي (IMF) كمصرف عالمي يشرف على النظام النقدي العالمي ويضع موارده في متناول الدول الأعضاء لتمكينها من مواجهة العجز المؤقت أو قصير الأجل في ميزان المدفوعات. الثانية – البنك الدولي للإنشاء والتعمير (IB) يسهم في تحويل المشروعات الإنمائية الصناعية والزراعية في الدول الأعضاء ويسعى لدمج اقتصاديات الدول النامية في النظام الاقتصادي العالمي الذي تسيطر علية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
بدأ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير عملهما في عام 1945 وكان السبب في عدم قيام منظمة التجارة العالمية (WTO) معارضة الكونغرس الأمريكي قيام المنظمة في ذلك الوقت لأنها لا تخدم مصالح الأمريكيين، وبدلاً من ذلك تم تأسيس منظمة مؤقتة في عام 1947 لمتابعة شؤون التجارة الدولية عُرفت باسم الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفات (الغاتG A T T) وهي الأحرف الأولى من اسم الاتفاقيات باللغة الإنكليزية (The General Agreement On Tariffs and Trade).
وعلى مدى قرابة خمسة عقود، أدّت اتفاقية “الغات” دورا محوريا في تحرير التجارة العالمية وخفض القيود الجمركية. ومع نهاية ثمانينيات القرن الـ 20، ظهرت الحاجة إلى منظمة دولية أكثر شمولا وفاعلية لمراقبة التجارة متعددة الأطراف وحل النزاعات التجارية، ما أدى إلى إطلاق سلسلة من الجولات التفاوضية التي عُرفت بجولة أوروغواي في الفترة بين (1986-1994). ومن أهم نتائج تلك المفاوضات تأسيس منظمة التجارة العالمية، التي أعلن عنها رسميا في يناير/كانون الثاني 1995، وبذلك أصبحت الوريثة الشرعية لاتفاقية “الغات”. [1]
جاء تأسيس منظمة التجارة العالمية بعد أن شهد العالم نمواً استثنائياً في حجم التجارة العالمية. حيث زاد حجم صادرات البضائع بمتوسط 6% سنوياً وساعدت الاتفاقية العامة للتجارة والتعرفات ومنظمة التجارة العالمية على إنشاء نظام تجاري قوي ومزدهر أدى إلى حدوث نمو غير مسبوق. ثم تطور هذا النظام من خلال جولات من المفاوضات التجارية تحت مظلة الغات، فقد تناولت الجولات الأولى بصفة أساسية خفض التعريفات. وشملت المفاوضات التالية مواضيع أخرى مثل محاربة الإغراق وغيرها. أدت الجولة الأخيرة (جولة الارغواي) التي امتدت من عام 1986 إلى عام 1994 إلى إنشاء منظمة التجارة العالمية.
الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
كلية الاقتصاد – جامعة دمشق
[1] – المصدر الجزيرة، 7/4/2025