يا سكان الأرض: الوقاية من البرد والجوع أهم من الوقاية من كورونا

دريد درغام

يا سكان الأرض: الوقاية من البرد والجوع أهم من الوقاية من كورونا
منذ نهاية 2019 اتهمت الصين بأنها خلف انتشار الوباء المعروف بكورونا. وقامت تلك الدولة بإغلاق مدن المقاطعة التي انطلق منها الزائر الجديد “القديم”. وبعد أشهر من الذعر والترويج للانتشار المتسارع للوباء إذا لم توضع الكمامة… بقدرة قادر تهافتت البلدان على إعلان قدرتها على إنتاج لقاح (يستغرق اكتشافه وتجريبه عادة سنوات طوال). وتم الترويج أن من لا يتلقى اللقاح فهو خطر على المجتمع. وترتفع أصوات تنادي بضرورة أخذ آخر نسخة من اللقاح لمواجهة المتحورات الجديدة. فأصبحت بعض الدول تتغنى بأنها تعطي الجرعة الرابعة لسكانها. أمام هذه الوقائع لنراجع إحصاءات منظمة الصحة العالمية بتاريخ 12\1\2022 ولنفتح الحوار حول التساؤلات الآتية:
لماذا تصر هذه المنظمة على وضع الإحصاءات التراكمية منذ بداية الجائحة وليس سنوياً؟
14% من سكان الصين (الذين تجاوز عددهم 1.4 مليار نسمة) لم يتلقوا أي جرعة لقاح ومع ذلك لم يتجاوز عدد الوفيات 5699 منذ بداية الجائحة أي ما لا يزيد عن حالتي وفاة سنوياً فقط لكل مليون صيني
مع أن 38% من سكان الهند (1.4 مليار نسمة) لم يتلقوا أي لقاح ورغم الظروف الصحية المعروفة للحياة والطعام وخلافه في ذلك البلد ما زالت نسب الضحايا اليومية فيه أقل بكثير من المستوى الذي تم الترويج له (لم تتجاوز 0.3 بالألف). وإذا شكك البعض بإحصاءات هذه البلدان فلننظر إلى باقي الدول المتقدمة:
20% من سكان إيطاليا (عددهم تقريباً 60 مليون) لم يتلقوا أي جرعة لقاح ومات منهم من كورونا أكثر من 139 ألف ضحية؟
أي بين 1-2 ضحية سنوياً لكل ألف إيطالي. ونسبة الضحايا هنا تقارب نسبة البرازيل التي لم يتلقى 24% من سكانها أي لقاح بعد؟
22% من سكان فرنسا لم يتلقوا أي جرعة لقاح ومع ذلك لم يتجاوز نسبة الضحايا ضحية واحدة سنوياً لكل ألف فرنسي؟
26% من سكان ألمانيا لم يتلقوا أي جرعة لقاح ومع ذلك نسبة الضحايا الألمان أقل من الفرنسين بكثير؟
أما في الولايات المتحدة لم يتلقى 25% من سكانها أي لقاح ومع إصرارها على احتلال المركز الأول بالإصابات (60 مليون ) والضحايا (831 ألف) تبقى نسبة الضحايا من مرتبة تقارب ضحية واحدة سنوياً لكل ألف أمريكي؟
ولا داعي للحديث عن نيوزيلندا التي رغم أن 18% من سكانها لم يتلقوا أي جرعة فلديه سجل شبه معدوم من حيث الضحايا (25 إصابة سنوياً فقط)؟
في ظل هذه الوقائع وبدخولنا العام الثالث لموضة كورونا، نتمنى في كل دول العالم من الخائفين على صحة أبنائهم من الكورونا أن يتقوا الله في طرح المشاكل الحقيقية فمن غير المعقول أن تسبب حماية حياة نسبة ضئيلة من السكان بمزيد من الكساد والشلل الاقتصادي وحرمان النسبة الكبرى من وظائفهم وبالتالي حرمانهم من سبل العيش لاحقاً.
وأخيراً سيكون من الأجدى في مختلف دول العالم حماية السكان والأبناء من البرد والجوع فهي أمراض تسبب مشاكل أكثر وتحقق نسب ضحايا أعلى بكثير من كورونا وأخواتها.. وكل هذا يتطلب طرح الأسئلة الحقيقية للوصول إلى أجوبة سليمة لمستقبل غير واضح المعالم خاصة وأن الكثير من الدول تتجاهل عمداً أن الإصابة والتعافي تعني في العمق لقاحاً فلماذا لا تؤخذ بالاعتبار (مناعة القطيع)؟
طبعاً ما ذكرته لا يعني أني ضد اللقاح أو معه فلكل من مشجعيه ومعارضيه حججهم ومنطقهم المقنع. ولكن حسب منظمة الصحة العالمية 40% من سكان العالم لم يتلقوا أي لقاح ومع ذلك لم يتجاوز عدد الوفيات 3 مليون سنوياً والاصابات 150 مليون سنوياً عبر عالم سكانه 8 مليار أي أنه رغم أن حوالي النصف لم يتلقحوا لم تصل نسبة الإصابة إلى 1.8% ولم تزيد النسبة المئوية للوفيات السنوية بهذا المرض عن 4 لكل عشرة آلاف كائن بشري. والأطباء يؤكدون أن اللقاح لا يعني منع الاصابة مستقبلا وإنما التخفيف من عوارضها. مع حملة التلقيح المكثفة كيف نفسر نسب الاصابة الضعيفة جداً عبر دول العالم المتقدم على الاقل وهي دول نظرياً لا تكذب بإحصاءاتها؟
في النهاية نسبة ضئيلة مما صرفوه في وقاية وتجييش إعلامي وصحي ومما تم تفويته عبر خسائر فادحة في كل شيء كان قادراً على رسم مستقبل أفضل لكثير من الأمراض ولكثير من الاقتصادات والاهم كان قادراً على حل مشكلة الجوع بالعالم

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار