انكسار حلم، قريتي غصم

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

انكسار حلم
كنت أحلم – وأظن كثيرون مثلي – في أن أُمضي ما يبقى من عمر بعد التقاعد في قريتي غصم في بيت ابنيه “رغبة دفينة“، لاستقبل فيه مع زوجتي ابناءنا واحفادنا وأحبتنا القادمين لتمضية اجازاتهم مع اولادهم.. كنت اتخيل المنظر فأنتشي..
هل أجمل من ان تلاعب احفادك في مرابع طفولتك حيث لك مع كل حجر ذكرى ومع كل قطعة أرض وطريق حكاية.. حيث ترى وجوه أحبة رحلوا وذكرياتهم تعيش معك وتخطر على بالك أقوالهم في كل شارع وزقاق…
قريتي غصم جميله بأهلها وجغرافيتها انظر الى الغرب والشرق فأرى ارضها تنسج حكايات محبة مع سهل حوران الخير وأهله.. انظر الى الشرق فأرى جبلاً نفتخر بسكانه فلأهلنا مع التاريخ حكايات وحكايات..
عانت قريتي غصم كمثيلاتها من الأزمة والحروب فابتعد الحلم حتى بات مستحيلاً فالأبناء كما حال أهل قريتي كل في طريق.. صاروا في بلاد بعيدة بعيدة.. سوريا للأسف أضحت دولة طاردة لأبنائها.. ارجو ان تتغير هذه الحال ولكنه على ما يبدو يبقى مجرد رجاء.
حلم على بساطته لم أستطع تحقيقه.. اعلم ان خسارتي لهذا الحلم لا تقترب حتى من مصائب غيري من أهل سوريا.. ولكنه حلم أحنّ اليه وحزين عليه..
قريتي صورة مصغرة عن التغريبة السورية التي ضربتنا وزعزعت اركان وطننا.. ويبدو ان تغريبة النفوس وتباعدها اليوم أقسى بكثير من الرحيل والهجرة والهجر..
من صفحة الصديق غازي الديب بتصرف وكأنه يتحدث بلساني.
قد تكون صورة ‏‏‏٤‏ أشخاص‏ و‏شارع‏‏
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

3 × 1 =

آخر الأخبار