رسالة أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم لأمير المؤمنين هارون الرشيد في جباية الأموال

رسالة أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم لأمير المؤمنين هارون الرشيد في جباية الأموال

188 – ورأيتُ – أبقى الله أمير المؤمنين – أن تتخذ قوماً من أهل الصلاح والدين والأمانة فتوليهم الخراج (بمفهوم هذا العصر جباية الأموال، الضرائب)؛ ومن وليت منهم فليكن فقيهاً عالماً مشاوراً لأهل الرأي عفيفاً لا يطلعُ الناسُ منه على عورة، ولا يخافُ في الله لومة لائم: ما حفظ من حق وأدَّى من أمانة احتسب به الجنة، وما عمل به من غير ذلك خاف عقوبة الله فيما بعد الموت، تجوز شهادتهُ إن شهد، ولا يُخافُ منه جورٌ في حُكْم إن حَكَم. فإنك إنما توليه جباية الأموال وأَخْذَها من حِلَّها وتجنُّبَ ما حرم منها، يرفع من ذلك ما شاء، ويحتجن منه ما شاء. فإذا لم يكن عدلاً ثقةً أميناً فلا يؤتمن على الأموال.

المصدر: كتاب الخراج، أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، حققه الدكتور احسان عباس، صادر عن بنك الكويت الصناعي، ص 247.