
الدورات الاقتصادية والأزمات الاقتصادية
من أبحاث الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
الدورات الاقتصادية والأزمات الاقتصادية

من أبحاث الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
تجتاز الرأسمالية حالياً مرحلة جديدة من مراحل تطورها. وإذا كان صحيحاً أن هذه الرأسمالية قد مرت على التوالي بمراحل الرأسمالية التجارية، فالرأسمالية الصناعية، ثم الرأسمالية المالية، فإنها تمر الآن بمرحلة ما بعد الصناعة. ولا يعني ذلك أن الرأسمالية تخلت عن التجارة أو الصناعة أو المال، وإنما يعني أن الرأسمالية المعاصرة قد تجاوزت ذلك كله إلى مرحلة أرقى من تطوير قوى الإنتاج استناداً إلى العلم والتقانة. فيما صار يعرف باسم الثورة العلمية والتقنية والمعلوماتية التي وضعتها في خدمة مشروعاتها في التجارة والصناعة والمال.
أولاً – الدورة الاقتصادية:
وتشغل الأزمة الدورية مركز الصدارة بين الأزمات الاقتصادية التي يتعرض لها الاقتصاد الرأسمالي. وتقوم الأزمة الدورية بوظيفة “المسوّي” للاختلالات الاقتصادية العامة بمعناها الواسع:
· عدم التناسب بين الإنتاج والاستهلاك،
· عدم التناسب بين فرعي الإنتاج الأول والثاني
· عدم التناسب بين مختلف فروع الاقتصاد الوطني.
وفي نهاية المطاف، فإن الأزمة تعطي دفعة لرفع إنتاجية العمل، وتخفيض نفقات الإنتاج فالمؤسسات وهي تسعى لإيجاد مخرج من الصعوبات الاقتصادية تعمل على تكثيف البحث عن أنواع جديدة من المنتجات وعن تقانة حديثة لاستخدامها في الإنتاج. ويخلق الحل المؤقت والعنيف للتناقضات أساساً لتجديد رأس المال الثابت، ورفع إنتاجية العمل وتوسيع الإنتاج.
– تعد الأزمة بمثابة المرحلة التأسيسية للدورة الاقتصادية:
وفي هذا المعنى بالذات تعد الأزمة بمثابة المرحلة التأسيسية للدورة، أي المرحلة التي تحدد بدرجة كبيرة مسار التطور اللاحق، والملامح الرئيسة للدورة التالية وطابع تجديد رأس المال الثابت. إلخ.
لذلك لا بد من الحديث، في البداية عن طبيعة الدورة الاقتصادية الملازمة للاقتصاد الرأسمالي، وخصائصها والمراحل التي تمر بها ثم تنتقل للحديث عن الأزمة الاقتصادية كإحدى مراحل هذه الدورة.
(إن المد والجزر الذي يحدث من وقت إلى آخر في مجمل الدخل الوطني يطلق عليه اسم الدورة الاقتصادية التي هي من مميزات الاقتصاد الرأسمالي. فمنذ بداية توافر حفظ المعلومات نرى أن النشاط الاقتصادي يمر بأربع مراحل: فتور – كساد – انتعاش – ازدهار. فعندما ينخفض مستوى مجمل الدخل القومي ومستوى العمالة يقال عن الوضع الاقتصادي إنه يمر بمرحلة الفتور الذي إذا تعمق أكثر يتحول إلى كساد اقتصادي أو أزمة اقتصادية. وعندما يرتفع مستوى الإنتاج والعمالة يقال عن الوضع الاقتصادي إنه قد دخل مرحلة الانتعاش التي تتحول إلى ازدهار عندما تكون العمالة قريبة من الكمال وتعمل الصناعة بطاقتها القصوى).
تلازم الحياة الاقتصادية تغيرات مستمرة، إذ يمر التطور الاقتصادي بفترات من الازدهار وفترات من الانكماش وهذا ما يسمى الدورة الاقتصادية. وتعد الدورات الاقتصادية ظاهرة ملازمة للنشاط الاقتصادي منذ القديم. حيث ورد في القرآن الكريم وقبله في الكتاب المقدس (سفر التكوين) قصة يوسف الصديق، التي تحدثنا عن مرور اقتصاد مصر في عهد فرعون بدورة تتمثل بسبع سنوات من الخصب تتبعها سبع سنوات (عجاف) من المجاعة. ولكن الدورات اتصفت بمظاهر أكثر تعقيداً منذ ظهور الثورة الصناعية في أوروبا وأصبحت ظاهرة تلازم النظام الرأسمالي بشكل عام.
وصف فريدريك انجلز بوضوح المسيرة التي تحكم تطور الاقتصاد الرأسمالي حسب مراحل الدورة، وهي المسيرة التي تقود هذا الاقتصاد، بقوة لا تقاوم، من أزمة إلى أزمة. وأوضح أن الجمود يخيم سنين طويلة وتدمر القوى المنتجة وتبدد كميات من الإنتاج كبيرة، بسبب الكساد وانخفاض الأسعار وعدم القدرة على التصريف. ثم تتسارع حركة الإنتاج والتبادل شيئاً فشيئاً، وتتحول الخطى إلى خبب وينتقل خبب الصناعة إلى ركض يتحول إلى جموح، الى قفزات تشمل الصناعة، والتجارة، والتسليف والمضاربة، وبعد قفزات يائسة تنحدر الحركة إلى هاوية لا مقر لها. وهكذا تتكرر الأمور.
لمن يرغب الاطلاع على البحث كاملاً بصيغة P D F أرجو متابعة الرابط: الدورات الاقتصادية والأزمات الاقتصادية
الدورات الاقتصادية والأزمات الاقتصادية
Contents
– تعد الأزمة بمثابة المرحلة التأسيسية للدورة الاقتصادية:. 3
1- تعريف الدورة الاقتصادية:. 3
2 – مراحل الدورة الاقتصادية وخصائصها:. 4
– المرحلة التالية من الدورة الاقتصادية مرحلة الانتعاش:. 6
– الانتقال من مرحلة الانتعاش والازدهار لمرحلة الأزمة والانكماش:. 8
– طبيعة الأزمة الاقتصادية (فوضى الإنتاج والتناقض بين الإنتاج والاستهلاك): 9
– مسببات الركود والأزمات الاقتصادية:. 11