كلمة الأستاذ الدكتور كميل حبيب، عميد كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية

المؤتمر السنوي لكلية الاقتصاد - جامعة دمشق، حول: " متطلبات رفع القدرة التنافسية في اقتصاديات الدول العربية "، دمشق 9-10 كانون الثاني 2011

كلمة الأستاذ الدكتور كميل حبيب، عميد كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية

العميد الدكتور كميل حبيب

باسم المشاركين العرب والسوريين في أعمال المؤتمر السنوي لكلية الاقتصاد – جامعة دمشق

حول: ” متطلبات رفع القدرة التنافسية في اقتصاديات الدول العربية “

دمشق 9-10 كانون الثاني 2011

فعاليات كلية الاقتصاد- جامعة دمشق | Facebook

صاحب الرعاية الدكتور وائل معلا، رئيس جامعه دمشق

سعادة العميد الدكتور مصطفى العبد الله الكفري، عميد كلية الاقتصاد في جامعه دمشق

زملائي الأساتذة الأفاضل

أعزاءي الطلبة، أيها الحضور الكريم

شرفني زملائي الأساتذة المشاركين أن أتحدث باسمهم في ختام هذا المؤتمر.

قد يتراءى للبعض أن مهمتي صعبة، لا بل شاقة، أن أجمع في كلمات لسان حال زملائي في الأردن أو في مصر أو في العراق مع زملائي في الجزائر ولبنان وسوريا.

لكن هذا عند غير المؤمن.

لأنها دمشق

دمشق الثوابت، دمشق المبادئ، دمشق ذات الرسالة الخالدة.

دمشق التي فتحت قلبها وبسطت ذراعيها لاحتضان العرب، كانت وستبقى قلب العروبة النابض.

دمشق التي انتقلت من التصحيح إلى الإصلاح لم تغير اتجاه البوصلة.

فبقيت فلسطين وقدسها تحدد نهجها وخياراتها ووجهة سيرها.

ومهما كان الزمن العربي رديئا اليوم، رديئا في الاقتصاد ورديئا في السياسة، تبقى القدس محور هويتنا العربية.

فلا مسيحية دون درب الصليب والجلجلة والقبر المقدس والقيامة.

ولا إسلام دون الصوم والصلاة والإسراء والمعراج.

في القدس يسقط مبدأ الأكثرية والأقلية، فكلنا عرب.

أيها الأخوة والأخوات:

بعد حرب تشرين التحريرية رأت الصهيونية العالمية أن تغير اتجاه البوصلة العربية عن القضية المركزية – فلسطين، عبر خلق لا مركزية في تعداد القضايا العربية.

فكانت الحرب الأهلية العبثية في لبنان، وقضية الصحراء الغربية، والحرب الإيرانية العراقية. وعلى مشارف التسعينات، حاصروا العراق، وأضرموا القلاقل القاتلة في الجزائر لمنع القطرين من أن يصبحا دولاً صناعية جديدة.

ثم وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أطلقت الرأسمالية الكافرة نظريات قديمة – جديدة. فكتب هانثغتون عن حتمية صراع الحضارات، وأنهى فوكوياما حركة التاريخ عبر إعلانه عن الانتصار النهائي للرأسمالية.

ومع بداية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين طرحوا فكرة “الفوضى البناءة “، عفوا، الفوضى الهدامة، كإطار جديد لاحتلال العراق وتقسيمه وتقسيم لبنان واليمن الذي لم يعد سعيداً والسودان الحزينة ولشل حركة مصر والجزائر.

وبعد؛ لا أرى حاجة أن أذكركم بوعد بلفور الذي أطلق الاستعمار الاجلائي – الاحلالي على أرض فلسطين. أو أن أذكركم باتفاقية سايكس – بيكو التي قسمت المشرق العربي إلى دول تفصل فيما بينها حدود مصطنعة.

أو أن أعلن أمامكم أن كل قطر عربي، سيواجه عاجلاً أم أجلا، قرارا من مجلس الأمن ومحكمة دولية لتسهيل المقايضة بين النظام والأرض. وكل ذلك لحماية وإراحة وطمأنه الكيان الصهيوني. فإسرائيل ومن وراء إسرائيل، هم من جلب كل هذا الويل على أمتنا.

السادة الزملاء الأفاضل:

ما من أمة يجمع بين أبنائها وحدة الإيمان، ووحدة القيم، ووحدة المصير، ووحدة المصالح الاقتصادية كما الأمة العربية. وقدرنا، بالتالي، ألا نستسلم. لا بل قدرنا أن نقاوم.

وواجبنا أن نوصف الواقع كما هو مهما كان قول الحقيقة مراً. فالأم التي لا تعترف بمرض ابنها تسير به إلى التهلكة.

ومهمتنا أن نجتمع دوما كباحثين نشارك بعضنا بعضا العقول والأمنيات والأحلام.

هدفنا أن نجتمع دوما دونما انتظار للقرار السياسي، فالأمة هي الباقية. وغداً، عندما ينتقل الصراع من الجبهة إلى الجامعة، سنرفع أقلامنا الناصعة لنكتب ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني.

المهم ألا نورث الأجيال القادمة ويلات وفواتير دفعت ثمنها الأجيال السابقة دماً ودموعاً وأراضٍ مقدسة.

صدقوني، التاريخ لا تحركه الصدفة. بئس الواو الكافرة التي تصل بين قطر عربي وقطر عربي آخر.

السادة الزملاء:

باسمكم جميعاً أتوجه بالشكر إلى صاحب الرعاية الدكتور وائل معلا على رعايته لهذا المؤتمر الهام.

وبديهي القول أن الاقتصاد والتنمية والتنافس هم أيضاً أسلحة ناجعة في خدمة مشروع التحرير و البناء. فلا لتسوية تشرعن المخالفة والتنازل عن الحقوق. ونعم لاستمرار الصراع حتى التطبيق الكامل لمبادئ الشرعية القومية القائمة على مبدأ الأرض، كل الأرض، مقابل السلام العادل والشامل. وثقوا أن كل شبر من الأرض العربية هو جزء من الكرامة الوطنية.

وإلى سعادة العميد الدكتور مصطفى العبد الله الكفري أتوجه بالشكر والتهنئة.

الشكر أولاً على كرم ضيافتكم وبناة أفكاركم وسعة صدركم ومحبتكم. والله يقدرنا على مبادلتكم ما أصبح بشخصكم نموذجا ومثالاً.

والتهنئة ثانيا على نجاح هذا المؤتمر بفضل جهودكم وجهود اللجنة المنظمة التي تستحق كل التقدير ومشاعر الامتنان.

ويا سعادة العميد. اسمح لي أن أطلق على شخصكم الكريم، وباسم المؤتمرين، تسمية الرجل الأكاديمي الأول في العالم العربي.

وأنني أعدكم يا سيادة العميد، بحسنيين:

الحسنى الأولى أنكم لن تحصلوا على جائزة نوبل للاقتصاد. فهذه الجائزة لا تعطى للقوميين العرب، بل تمنح فقط لمن يريدون اللعب مع أولاد حارتهم.

الحسنى الثانية بأنك ستبقى شعلة مضيئة على ضفاف هذا الزمن العربي الرديء.

أعزاءي الطلبة:

سارعوا إلى تحصيلكم العلمي، لكن لا تتسرعوا في طلب العلم. فالطريق طويلة جداً حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاً.

إننا نحترم حماستكم، لكن دعونا نحلم. لا توقظونا، دعونا نحلم بالحرية والوحدة والتحرير.

فلابد من دمشق ولو طال الزمن.

شكراً للشام، شكراً لأهلها، شكراً لجامعتها، وشكراً لقائد مسيرتها سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد.

و السلام عليكم

العميد الدكتور كميل حبيب، عميد كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية

10/1/20100

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

خمسة × اثنان =

آخر الأخبار