عبدالله الوابلي: اختياره ضمن أبرز 10 شخصيات عربية معاصرة قدَّمت خدمات جليلة إلى القطاع التعاوني

كيوبوست

عبدالله الوابلي: اختياره ضمن أبرز 10 شخصيات عربية معاصرة قدَّمت خدمات جليلة إلى القطاع التعاوني

 عبدالله بن محمد الوابلي

عبدالله الوابلي: أداء القطاع التعاوني السعودي لا يزال دون المأمول

تحدث في حوار مع “كيوبوست” بعد اختياره ضمن أبرز 10 شخصيات عربية معاصرة قدَّمت خدمات جليلة إلى القطاع التعاوني العربي من قِبل الأمانة العامة للاتحاد التعاوني العربي

السبت 19 ديسمبر، 2020

كيوبوست

اختارت الأمانة العامة للاتحاد التعاوني العربي، عبدالله بن محمد الوابلي، ضمن أبرز 10 شخصيات عربية في العصر الحديث قدَّمت خدماتٍ جليلة إلى القطاع التعاوني العربي على المستوى الميداني والعلمي والفكري؛ تكريماً لمسيرته في القطاع التي استمرت نحو 5 عقود متواصلة.

في مقابلةٍ خاصة مع “كيوبوست”، يتحدث الوابلي الذي شغل مناصب عدة بمجلس الجمعيات التعاونية السعودية، حتى وصل إلى منصب رئيس مجلس الإدارة قبل استقالته في 2016، عن مسيرته في القطاع وحياته التي تأثر فيها بوالده وبنشأته في مدينة بريدة.. وغيرها من التفاصيل..

* كيف جاء اتجاهك نحو العمل في القطاع التعاوني السعودي؟

– استثماري الشخصي في القطاع الزراعي إبان الطفرة الزراعية الأولى أوحى لي بأهمية الجمعيات التعاونية؛ فأسهمت في تأسيس “الجمعية التعاونية الزراعية في البطين بمنطقة القصيم” مع عدد من المزارعين، والتي أدركت من خلالها أهمية التعاون بين الجمعيات التعاونية؛ فسعيت لإقناع الجهات المختصة عام 2001 بضرورة وأهمية تأسيس مجلس للجمعيات التعاونية في المملكة، وبعد سبع سنوات من المتابعة أصدر مجلس الوزراء نظاماً جديداً للجمعيات التعاونية متضمناً مادة تجيز للجمعيات التعاونية تأسيس مجلس لها، وبالفعل تم تكوين المجلس عام 2009، وانتخابي عضواً في مجلس إدارته، وفي 2011 انتخبت رئيساً لمجلس الإدارة، حتى استقالتي من المجلس في عام 2016.

 

* ما الدور الذي قُمت به خلال تلك الفترة؟

– أسهمت في تأسيس عدد من الجمعيات التعاونية في المملكة، بجانب العمل على تطوير مجموعة كبيرة من اللوائح التعاونية، وانطلاقاً من إدراكي لأهمية الحوكمة قُمت بإعداد وتطوير أول مشروع عربي لحوكمة وتصنيف الجمعيات التعاونية بعنوان “معايير الوابلي 1 لحوكمة وتصنيف الجمعيات التعاونية”، وتبنى “المؤتمر التعاوني العربي”، الذي انعقد في القاهرة خلال 2018، هذه المعايير، وأوصى بالأخذ بها على مستوى الجمعيات التعاونية في العالم العربي، كما طلب منِّي المؤتمر تطوير معايير خاصة بالمنظمات التعاونية الفوقية، وتحقق ذلك من خلال “معايير الوابلي 2 لحوكمة وتصنيف الاتحادات التعاونية النوعية” و”معايير الوابلي 2 لحوكمة وتصنيف الاتحادات التعاونية العامة- القُطرية”، وجاء اختياري مؤخراً من الأمانة العامة للاتحاد التعاوني العربي، كواحدٍ من أبرز عشر شخصيات عربية قدمت خدماتٍ جليلة للقطاع التعاوني العربي في العصر الحديث، وهو ليس التكريم الأول؛ حيث تم تكريمي في السابق من “الملتقى التعاوني الخليجي الأول” الذي انعقد في الكويت عام 2012 كرائد تعاوني خليجي.

عبدالله الوابلي – الرئيس السابق لمجلس الجمعيات التعاونية يوقع اتفاقية قرض لإحدى الجمعيات التعاونية

* كيف ترى تجربتك في العمل الحكومي السعودي؟

– أعتبر نفسي محظوظاً في تجربتي؛ حيث قُمت بإدارة فرع “الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون” بمنطقة القصيم خلال الفترة من 1992 حتى 1998، وعلى صعيد المجالس الحكومية شغلت عضوية مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية في المملكة خلال الفترة من 2007 حتى 2016، وعضوية مجلس منطقة القصيم خلال نفس الفترة، بجانب عضوية مجلس التنمية السياحية بمنطقة القصيم ما بين 2007 و2015.

 

* شاركت في تطوير العديد من الكيانات، حدثنا عن هذه التجارب.

– في خضم حياتي العملية أسهمت في تطوير 14 كياناً اقتصادياً واجتماعياً -شركات مساهمة وجمعيات تعاونية وخيرية- وأعددت 12 لائحة لجمعيات تعاونية، و11 دراسة وتصوراً لتطوير كيانات وفعاليات جديدة، كما ألقيت عشرات المحاضرات داخل المملكة وخارجها، وحضرت مئات المؤتمرات والندوات وورش العمل في المملكة وفي دول مجلس التعاون والعالم العربي وأوروبا؛ كل ذلك في المجال التعاوني والاجتماعي والزراعي.

* ما أصعب المراحل التي واجهتك خلال عملك في مجال التعاونية؟

– تداعيات حرب الخليج الثانية من أصعب المراحل التي واجهتها في حياتي العملية والتعاونية؛ حيث تأخر صرف مستحقات المزارعين لنحو ثلاث سنوات؛ مما جعل “الجمعية التعاونية الزراعية في البطين بمنطقة القصيم” التي كنت رئيساً لمجلس إدارتها، حينئذ، على شفا الإفلاس، لولا دعم أمير منطقة القصيم –آنذاك- الذي ساند الجمعية ودعمها لتحصيل حقوقها.

* ما تقييمك لأداء الجمعيات التعاونية السعودية في الوقت الحالي؟

– على الرغم من أن القطاع التعاوني السعودي يعتبر أقدم قطاع في دول مجلس التعاون، ورغم ما يحظى به من دعم حكومي كبير؛ فإن أداء القطاع لا يزال دون المستوى المأمول، كما أن عدد الجمعيات التعاونية في المملكة -263 جمعية تعاونية-  لا يتناسب مع حجم القطاع الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، الذي يجب ألا يقل عن 9 آلاف جمعية تعاونية، حسب المعدلات التعاونية الدولية.

 

* ما أبرز التحديات التي يعانيها القطاع التعاوني في المملكة؟

– يعاني القطاع التعاوني في المملكة عدداً من التحديات؛ أبرزها ثغرات في نظام الجمعيات التعاونية، وقصور في السيولة المالية، بجانب الأمية التعاونية على المستوى الاجتماعي، وعلى مستوى بعض الإدارات الحكومية، ومنافسة القطاع الخاص.

* ما رؤيتك لتطوير وتقوية القطاع التعاوني في المملكة؟

– أتمنى تأسيس هيئة حكومية تعنى بالقطاع التعاوني وتعمل على توسيع مجالاته والدفاع عن مصالحه، مع العمل على تأسيس مجالس تنسيقية تعاونية في كل منطقة، ويكون لكل مجلس تنسيقي ممثل في مجلس إدارة مجلس الجمعيات التعاونية، يعينه المجلس التنسيقي أو يبدله متى شاء، وجعل عضوية مجالس الجمعيات التعاونية المركزية للجمعيات العضوة فيها وليس لأفراد منتمين إلى الجمعيات، على أن تقوم الجمعية الفائزة بعضوية المجلس بتعيين ممثلها في مجلس الجمعية المركزية وتستبدله متى ما رأت ذلك. كما أتطلع إلى التوسع في منح الجمعيات التعاونية التسهيلات المالية، والتوسع بمنحها الأراضي، وتأسيس مركز للتدريب والتثقيف التعاوني، والاهتمام بتدريس التخصصات التعاونية في الجامعات والكليات والمعاهد، إلى جانب إعادة تنظيم الملتقيات التعاونية السنوية والعمل على تصنيف الجمعيات التعاونية وتكريم الجمعيات المتميزة وتعزيز التعاون مع القطاعات التعاونية الخليجية والعربية.

* لو عُدنا إلى الوراء وبدأنا من الطفولة والنشأة، كيف كانتا؟

– ولدت وترعرعت في بيئة أسرية مثالية وواعية إلى حد كبير؛ فقد كان الانسجام غامراً بين الوالد محمد بن يوسف الوابلي ووالدَيه وإخوانه وأخواته، وبينه والوالدة رقية بنت حمد الصقعبي -رحمهما الله تعالى- فالوالد طور نفسه بنفسه، وبعد أن بدأت النهضة العمرانية في الخمسينيات، انخرط بمجال التطوير العقاري؛ حيث كان يقوم بإعداد الرسومات المعمارية للعمائر والبيوت المسلحة في بريدة قبل تأسيس البلدية، وتزوج والدتي رقية بنت حمد بن فهد الصقعبي، التي أنجب منها ستة أبناء وست فتيات؛ لكنها توفيت في حادث سير أليم مع اثنين من أشقائي على طريق الرياض- القصيم القديم، ومن الناحية الفكرية فقد تأثرت كثيراً بعمَّي صالح وإبراهيم اللذين كانا متعلمَين ومن الطليعة المثقفة في مدينة بريدة.

* هل تأثرت بالنشأة في مدينة بريدة؟

– بلا أدنى شك تأثرت كثيراً بالحركة الثقافية والفكرية التي كانت ولا تزال تعيشها مدينة بريدة، والتي كانت مصباح إشعاع لحركة علمية في نجد منذ منتصف القرن السابع عشر الميلادي؛ حيث اهتم أهل مدينة بريدة بالعلوم، وذلك لحاجتهم الماسة إليها في إدارة وتحكيم شؤونهم الاقتصادية، وقد كانت المدارس في السابق عبارة عن كتاتيب وحلقات في المساجد، أما في ظل الحكم السعودي الزاهر فقد تطور التعليم في المدينة بشكل سريع ومطرد؛ حيث أمر الملك عبدالعزيز عام 1937 بتأسيس مدرسة حكومية نظامية في مدينة بريدة التي تعتبر أول مدرسة حكومية في المنطقة الوسطى والمنطقة الشمالية، فلم تقتصر الحركة الثقافية في مدينة بريدة على التعليم النظامي؛ بل امتد ذلك إلى نشر الثقافة بين كل طبقات المجتمع من خلال المكتبات العامة، أما على الصعيد التعليمي فقد درست جميع مراحل التعليم العام في مدينة بريدة، ثم التحقت بالعمل المصرفي في وقت مبكر.

* هل أسهم ذلك في تشجيعك على خوض تجربة المساعدة في الخدمات الاجتماعية؟

– بالتأكيد، وأعتز كثيراً بأنني كنت أميناً عاماً للجنة أصدقاء المرضى بمنطقة القصيم خلال الفترة من 1991 حتى 1995، كما أسهمت في تأسيس الجمعية الخيرية لمرضى السكري بمدينة بريدة، وأشغل عضويتها من 2014 حتى اليوم.

https://www.qposts.com/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A-%D8%A3%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86%D9%8A/

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

14 − سبعة =

آخر الأخبار