أوراسيا الكبرى والتوجه شرقاً.. منارةٌ للأمل

الخبير السوري- 20-07-2023، كتب المحامي قيس الكفري:

أوراسيا الكبرى والتوجه شرقاً.. منارةٌ للأمل

 كتب المحامي قيس الكفري:

الخبير السوري- 20-07-2023

‎مع استمرار العالم في التطور وتغير الديناميكيات الجيوسياسية، وبينما نتطلع نحو أفق حقبة جديدة ، يقدم مفهوم “أوراسيا الكبرى” فرصة مغرية للانخراط في رحلة تحويلية دولية متجهة إلى الشرق، لن تؤدي إلى تنشيط دور سورية على المسرح العالمي فحسب، بل تدفع أيضاً باتجاه تشكيل مسارات جديدة نحو الازدهار والاستقرار، ولعب دور محوري في تشكيل مستقبل مبادرة الحزام والطريق الاستراتيجية التي انضمت اليها سورية مع بداية العام الماضي.

‎أوراسيا الكبرى تمثل اليوم رؤية للتعاون والتكامل تسعى إلى الجمع بين المصالح الاقتصادية والجيوسياسية للبلدان عبر القارة الأوروبية الآسيوية، وتعتمد بجزء كبير منها على طرق التجارة القديمة، لتعزيز التبادلات الثقافية والتكنولوجية والتجارية، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الدول، ليعد هذا الفصل الجديد في العلاقات الدولية بتجديد دور سورية كتقاطع طرق محوري للحضارات.

فالموقع الاستراتيجي لسورية في أوراسيا الكبرى كجسر يربط بين الشرق والغرب عند تقاطع آسيا وأوروبا وأفريقيا، وأهميتها التاريخية، وما تمثله كبوتقة تنصهر فيها الثقافات والتقاليد والأفكار، وإمكاناتها الهائلة غير المستغلة، تجعلها لاعباً حيوياً في رواية أوراسيا الكبرى التي تكتب أول فصولها وشريكاً جذاباً ضمن مبادرة الحزام والطريق وبوابةً لربط المكونات البرية والبحرية للمبادرة، حيث يوفر الموقع الجغرافي لسورية آفاقاً تجارية واقتصادية هائلة، يمكّنها من أن تكون البوابة الحقيقية لأوراسيا الكبرى التي تتدفق من خلالها البضائع والسلع، ويفتح لها الباب للانضمام الى المنتديات الإقليمية والعالمية ، مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EAEU) ومنظمة شنغهاي للتعاون (SCO).
عوضاً أن مبادرة الحزام والطريق، تمكن سورية من الاستفادة من تطوير البنى التحتية وتحديث شبكات النقل ومشاريع الاتصال التي تعد المبادرة بتقديمها، لتصبح الموانئ السورية مراكز تجارية مزدحمة ، وتفتح الأبواب لأسواق جديدة، وتجذب الاستثمارات وتعزز أحجام التجارة، مما سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد السوري وسوق العمل وتزيد فرص تسويق وتصدير البضائع السورية.

‎هذا وتعتبر موارد الطاقة والثروات الباطنية في سورية من الأصول القيمة التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في الأمن الاقتصادي في منطقة أوراسيا الكبرى، فالاستكشاف والتوزيع المسؤول والمستدام لهذه الموارد من خلال شراكات متبادلة المنفعة لن يؤدي فقط إلى تعزيز مكانة سورية الاقتصادية ، بل سيعزز أيضاً أمن الطاقة للدول المشاركة، مما يضمن المنافع المتبادلة لجميع هذه الدول، وبالتالي يعزيز الترابط ويعزز السلام والاستقرار عبر المنطقة.

بينما تشرع سورية في رحلتها شرقاً مع أوراسيا الكبرى ومبادرة الحزام والطريق، نقف عند مفترق طرق من الاحتمالات الهائلة، فمن خلال تبني هذه الرؤية التحويلية، نضع أنفسنا كلاعب رئيسي في التنمية الإقليمية وتجاوز الحدود لبناء مستقبل مزدهر ومترابط، مرتكزين على روح الوحدة والتفاهم المتبادل والالتزام بالتعاون الدولي ، نمهد الطريق لعصر جديد من النمو والاستقرار والازدهار الاقتصادي والتبادل الثقافي.

هذه الرؤية اليوم اليوم تمثل أكثر من مجرد رؤية اقتصادية وسياسية، فهي فرصة لإحياء الروابط التاريخية وبناء مستقبل أكثر إشراقًا للشعوب، ومن خلال المشاركة البناءة ستتمكن سورية من أن تكون منارة للاستقرار والسلام والتقدم في قلب أوراسيا الكبرى.

http://syrianexpert.net/?p=71890

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

أربعة عشر − 11 =

آخر الأخبار