
الدراخمة اليونانية، عُملة حفرت التاريخ
الدراخمة اليونانية، عُملة حفرت التاريخ
عملات يونانية قديمة مختلفة.
واحدة من أقدم العملات في التاريخ، يمتد عمرها إلى أكثر من 2500 سنة.
مرت الدراخمة بتحولات عديدة على مدار تاريخها، فالدراخمة الإغريقية كانت هي المحطة الأولى والتي تأثرت بالحروب التي وقعت بين المدن اليونانية المتناحرة قبل الميلاد، ثم الغزو الروماني لليونان عام 146 قبل الميلاد.
عملة أثينا القديمة مع صورة أثينا على الوجه، وغصن الزيتون، البومة والأحرف الأولى من ” أثينا” على ظهرها. حوالي 510-500 / 490 ق. م
و الدراخمة كلمة يونانية قديمة تعني” الممسك بها graspable ” في إشارة إلى العملة التي يمكن إمساكها .
مع تطور العصور، والاقتراب من نهاية الألفية الثانية، ظهرت الدراخمة اليونانية مجددًا وتحديدًا عام 1833 بعد الحصول على استقلالها من الدولة العثمانية وإنشا بنك اليونان. وفي هذا العام تم سك الدراخمة وعليها صورة اول ملك لليونان المستقلة، الملك أوتو، والذي ظل حاكمـــًا حتى عام 1862
في عهد الملك جورج الأول عام 1863 بعد أن كانت قد ضاعت في وسط الحروب والغزوات التي تعرضت لها، إلا أن الدراخمة الجديدة لم تكن بنفس رونق الدراخمة القديمة بل كانت تعاني بشدة وتأثرت مع نهايات القرن التاسع عشر بأزمة تضخم بارزة تحديدًا في عام 1893.
في عام 1924، أعلنت الجمهورية في اليونان وتعرضت العملة في البلاد لنقص حاد، وشح التداول المالي. بعد ذلك تم سك عملات جديدة تتسم بملامح الجمهورية الجديدة مما ألغى العملات الملكية، وظلت الدراخمة الجمهورية مستمرة حتى مع عودة الملكية لليونان عام 1935.
خلال هذا العام، طبعت الدراخمة الورقية من فئات 1000، 100، 50 في فرنسا، ولم تكن الدراخمة في هذه الطبعة ذات شكل جمالي أو تصميم فني متميز. ولكن في عام 1939 عاد الشكل الجمالي للدراخمة في التصميم حيث استلهمت الروح الفنية للحضارة اليونانية من حيث الألوان والتصميم.
والدراخمة تتكون من مئة وحدة تسمى” لبتا LEPTA”
بسبب الحرب العالمية الثانية، ضعفت قيمة الدراخمة اليونانية بشكل واضح حيث كان الجنيه الإنجليزي في عام 1941 يعادل 1200 دراخمة، إلا أن ذلك لم يؤثر على تداول الدراخمة وطباعتها، وبالرغم من تعرض اليونان للاحتلال الألماني خلال هذه الحرب فالدراخمة اليوناني ظلت تتداول في اليونان وخارجها.
في نوفمبر 1944، فرض قانون الطوارئ في اليونان والذي كان على إثره عمل إصلاح المالي بشأن الدراخمة حيث عادلت قيمة الدراخمة الواحدة بعد الحرب ما قيمته 50 بليون دراخمة أثناء الحرب.
بعد الحرب، صدرت الدراخمة الورقية في فئات 50 و100 دراخمة، ومن أجل معالجة هذا التضخم، انضمت اليونان إلى اتفاقية بريتون وودز عام 1953، بعد ذلك صدر في عام 1954 قانون ينص أن الدراخمة الجديدة تساوي 1000 من الدراخمة القديمة، ووضعت فئات الــ 10،20، 50 ألف دراخمة مثل الــ 10،20،50 دراخما.
من أوراق الدراخما الشهيرة، ورقة فئة الألف التي طبع عليها صورة الإسكندر الأكبر سنة 1956 مرتديــًا فرو الأسد على جانب، والأخر صورته في معركة إيسوس.
في فترة الستينات صدرت العديد من العملات الورقية بأشكال مختلفة مرتبطة بالسياق المجتمعي في اليونان معبرة عنه، فالدراخما فئة الـــ 100 كانت باللون الأحمر معبرة عن مجال التعليم، وفئة الخمسين باللون الازرق التي تعبر عن مجال النقل البحري، فئة الخمسمئة دراخمة باللون الأخضر وتعبر عن مجال الزراعة. وكانت فئة الـــ 10000 باللون الأخضر وتعبر عن مجال علوم الصحة. وفئة الــ 200 دراخمة التي عبرت التنوير و كانت باللون البرتقالي.
خلال العقود الثلاثة التالية كانت أوراق الدراخمة النقدية تصمم وترسم عن طريق عدة مثل: ستينيس، سباتاكوس، وغيرهم من الفنانين اليونانيين
خلال كل هذه المراحل لم تكن الصورة المعدنية من الدراخمة متوارية بل كانت تسير متوازية مع العملة الورقية، وكانت الدراخمة المعدنية تسك من النيكل والفضة والنحاس والألومنيوم.
في فترة الثلاثينات أعيد إنتاج الدراخمة فئة ال 20 المستلهم روحها من الدراخمة المقدونية التي أصدرها الملك انتيجونوس دوسون قبل مئتي عام من الميلاد. وتم سكها عن طريق الهيئة الملكية البريطانية لسك العملات.
خلال فترة حكم الملك بول من 1947 حتى 1964، تم سك العديد من العملات المعدنية صممت عن طريق النحات فاليرياس.
في عام 1954، بعد الحرب العالمية الثانية طبعت عملات في فرنسا فئة الـــ 1،2،5، والخمسين لبتا وجميعها طبع عليها صورة الملك بول، في نفس العام تم سك دراخمات فئة الــ 10، كما سكت الــ 5 لبتا في مدينة برن السويسرية. أما فئة الــ فقد سكت في لندن وعليها الإلهة سيلين.
بعد وفاة الملك بول، تولى بعد الملك كونستانتين الثاني في عام 1964، ولم تختلف العملات التي كانت تسك في عهد سلفه، مع اختلاف أن صورة الملك الجديد كانت على العملة المعدنية بنفس الشكل.
عندما تزوج الملك كونستاتين الثاني الأميرة الدنماركية أنا ماريا تم سك عملة عليها صورة الملكة.
مع وقوع الانقلاب العسكري في عام 1967، تأثرت بالطبع العملة في اليونان وطبعت دراخما موالية للنظام العسكري الحاكم.
في يونيو 1973، تم إعلان الجمهورية في اليونان و ألغيت الملكية، دخلت البلاد في مرحلة انتقالية على إثرها ظهرت عملات جديدة تم سكها في عام 1976 مثل فئة الــ 5 دراخمة التي حملت صورة الفيلسوف الشهير أرسطو، سعت الحكومة في هذه المرحلة أن تظهر شكل الجمهورية الجديدة على العملات المسكوكة.
ظهرت صورة الإسكندر الأكبر على الدراخما فئة الـــ 100 في عام 1990، وكانت هذه الفترة ما بين 1976 حتى 1990 هي الفترة يتم تغيير سنة إصدار العملة كل عامين واستمرت هذه السياسة حتى عام 2000 عندما أوقفت الدولة إصدار أي دراخما ورقية أو معدنية.
وتميزت فترة التسعينات بسك عملات تذكارية، تشير إلى أحداث تاريخية للبلاد مثل الدراخمة فئة 50 التي سكت بمناسبة بمرور 150 عاما على الحياة الدستورية سنة 1994، ودراخمة فئة الــ 100 في عام 1998 احتفالا ببطولة كأس العالم لكرة السلة.
عندما حصلت اليونان على تنظيم دورة الألعاب الأوليمبية في عام 2004، قامت سنة 2000 بسك عملات عليها شارات توضح إستادات الأولمبياد وشعار الدورة واللجنة المنظمة.
أنهت اليونان تعاملها بالدراخمة مع عام ألفين وإثنين عندما قامت بإحلال اليورو محل العملة التي استمرت لأكثر من 2000 سنة معاصرة تحولات عديدة.

