قمة ترامب وبوتين في ألاسكا.. هل يقترب السلام أم ستتوسع الحرب؟”

@FaresOmarii فارس العمري،

Image

بشكل مبسط وش صار في قمة ألاسكا ما بين ترامب بوتين… تابع، @FaresOmarii فارس العمري، 15 أغسطس 2025.

العالم يترقّب. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستقبل نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة ألاسكا العسكرية… أول لقاء وجهاً لوجه منذ سنوات.

قمة كان يُفترض أن تغيّر مسار الحرب في أوكرانيا

. لكن ما الذي حدث فعلاً؟

اللقاء بدأ باستعراض ضخم: سجادة حمراء

. تصفيق ترامب لبوتين مرتين.

طائرات F-22 وقاذفة B-2 حلّقت في سماء القاعدة

. ثم المفاجأة: ترامب دعا بوتين لركوب سيارته الرئاسية (The Beast). مشهد غير مسبوق… ذكّر العالم بلحظات استعراض قوة خفية بين رجلين يعشقان الرمزية.

كان متوقعاً أن تستمر القمة 5 إلى 7 ساعات، لكن فجأة… تم تقليصها إلى 3 ساعات فقط

. الاجتماع الأول دام ساعتين ونصف خلف أبواب مغلقة.

الاجتماع الثاني – الأوسع نطاقاً – أُلغي. حتى الغداء الذي كان مقرراً بين الزعيمين… أُلغي بدوره.

كل شيء بدا مرتبكاً.

ترامب دخل القمة معلناً هدفه الرئيسي: وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

قال قبل وصوله: > “لن أكون سعيداً إن لم نتفق اليوم… أريد وقف المجازر فوراً”.

لكن بوتين – بخطوات محسوبة – قلب الطاولة: استعراض ابتسامات، كلمات عامة عن “الشعب الشقيق”، ولا التزام واضح بوقف الحرب.

بعد الاجتماع، أعلن ترامب: “حققنا تقدماً كبيراً… اتفقنا على الكثير… لكن بقيت نقطة واحدة مهمة”.

الصحفيون فهموا أن “النقطة العالقة” هي وقف إطلاق النار.

لكن خلف الكواليس، تسرّبت معلومة أخطر: ترامب وبوتين ناقشا صفقة تبادل أراضٍ وضمانات أمنية! تصريح ترامب لقناة فوكس نيوز كان كاشفاً: قال إن الحرب ستنتهي “بتبادل للأراضي وضمانات أمنية من أمريكا”.

وعندما سأله شون هانيتي إن كان هذا يعني إعطاء روسيا أراضٍ جديدة، أجاب ترامب: “أعتقد أننا متفقون إلى حد كبير… الاجتماع كان ودياً”.

هنا بدأ الجدل.

@FaresOmarii فارس العمري، 15 أغسطس 2025.

Image

ماذا يعني ذلك عملياً؟ أن ترامب مستعد لمنح روسيا “مكاسب إقليمية”.

أن أوكرانيا قد تجد نفسها مضطرة لقبول تسوية مريرة.

أن بوتين حصل على اعتراف أمريكي ضمني بمطالبه، دون أن يقدّم أي تنازل فوري.

لهذا بدا أن بوتين هو “المستفيد الصامت” من القمة.

لكن ماذا عن أوكرانيا؟ ترامب ألقى الكرة في ملعب الرئيس زيلينسكي: “الآن يعود الأمر لزيلينسكي… يجب أن نعقد صفقة.

كلاهما (بوتين وزيلينسكي) يريداني أن أكون هناك”.

أي أن ترامب أعلن نفسه وسيطاً إلزامياً، بينما حمّل أوكرانيا مسؤولية نجاح أو فشل أي هدنة.

 

@FaresOmarii فارس العمري، 15 أغسطس 2025.

Image

أوروبا لم تكن مرتاحة.

وزير دفاع ليتوانيا اتهم بوتين بـ”التلاعب والتهديدات المبطنة”.

وزير خارجية تشيكيا رحّب بجهود ترامب، لكنه قال بوضوح: > “لو كان بوتين جاداً، لما واصل قصف أوكرانيا خلال القمة”.

بمعنى آخر: الأوروبيون رأوا القمة مجرد مسرحية.

الصحافة الغربية كانت قاسية.

صحيفة لوموند الفرنسية وصفت القمة بأنها: > “فشل واضح لترامب… وفرصة لبوتين للاستعراض على أرض أمريكية”.

شبهت القمة بـ”ميونيخ جديد” (1938) أو “يالطا جديدة” (1945)، حيث يجري تقسيم أوروبا على حساب الشعوب.

 

@FaresOmarii فارس العمري، 15 أغسطس 2025.

Image

الرمزية لم تكن غائبة: اللقاء في ألاسكا، بوابة القطب الشمالي والمحيط الهادئ.

قاعدة “إلمندورف-ريتشاردسون” التي كانت خلال الحرب العالمية الثانية جسراً لتسليح الاتحاد السوفياتي.

كأن التاريخ يعيد نفسه… لكن بأدوار معكوسة.

المثير أيضاً أن لافروف – وزير خارجية روسيا – ظهر في ألاسكا مرتدياً قميصاً يحمل شعار “الاتحاد السوفياتي”! إشارة صادمة تعيد للأذهان زمن السيطرة السوفياتية على أوكرانيا.

الرسالة كانت واضحة: “روسيا لم ولن تتخلى عن أوكرانيا”.

 

@FaresOmarii فارس العمري، 15 أغسطس 2025.

Image

الإعلام ركّز على لحظة “الوحش” (The Beast). عندما جلس ترامب وبوتين معاً في السيارة الرئاسية… بلا مستشارين، بلا مترجمين.

هل ناقشا صفقة سرية بعيداً عن العيون؟

أم أن المشهد مجرد استعراض لإظهار “الثقة المتبادلة”؟

لا أحد يعرف.

في المؤتمر الصحفي الختامي: بوتين تحدث 7 دقائق عن “الصداقة” و”الاحترام”.

ترامب تحدث 5 دقائق مرتبكة، كرر فيها: “تقدمنا كثيراً… لكن لا اتفاق شامل بعد”.

ثم غادرا دون الإجابة على أي سؤال.

الرسالة: الغموض هو سيد الموقف.

لكن بينما كان الزعيمان يتحدثان عن السلام… كانت الطائرات الروسية تقصف أوكرانيا في اللحظة ذاتها! زيلينسكي قال بمرارة: > “الحرب مستمرة لأنها لا تملك أي أمر من موسكو بوقفها”.

كلمات تختصر واقع “قمة بلا جدوى”.

اقتصادياً، كان يفترض أن يناقش ترامب وبوتين: رفع العقوبات.

إعادة العلاقات التجارية.

فتح الأبواب أمام الاستثمارات.

لكن هذه الجلسة ألغيت أيضاً.

خيبة أمل للكرملين الذي كان يأمل بإنعاش اقتصاده المتعب.

@FaresOmarii فارس العمري، 15 أغسطس 2025.

بعد القمة، وضع بوتين إكليلاً من الزهور على قبور الطيارين السوفيات في القاعدة… ثم غادر.

صورة رمزية: رجل يعود من عزلة عشر سنوات ليستعرض على أرض خصمه التاريخي… دون أن يُمسك أحد بيده.

ترامب من جهته، حاول إنقاذ صورته إعلامياً.

منح عدة مقابلات لفوكس نيوز.

وصف بوتين بأنه “رجل قوي… صلب كالصلب”.

واستبعد فرض عقوبات جديدة.

لكنه بدا في موقف الدفاع… “لا اتفاق” كان عنوان اليوم.

هكذا خرجت القمة: بوتين ابتسم ورجع إلى موسكو دون التزام بوقف الحرب.

ترامب قال إنها “10/10” لكنه لم يحصل على شيء ملموس.

أوكرانيا وأوروبا خرجتا بقلق أكبر من ذي قبل.

قمة ألاسكا تحولت إلى استعراض روسي على أرض أمريكية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اثنا عشر + 17 =

آخر الأخبار