
مؤتمر قمة أنشاص عام 1946، حكاية أول قمة عربية
مؤتمر قمة أنشاص عام 1946، حكاية أول قمة عربية

نشأة القمم العربية وتطورها
بدأت القمم العربية مع تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، وكان أول مؤتمر قمة عربي في قصر أنشاص بمصر يوم 28 مايو 1946، بمشاركة الدول السبع المؤسسة للجامعة: مصر، الأردن (شرق الأردن آنذاك)، السعودية، اليمن، العراق، لبنان، وسوريا. ركزت هذه القمة على مناصرة القضية الفلسطينية ودعم استقلال الدول العربية الواقعة تحت الاستعمار، واعتبار أي عدوان على فلسطين عدواناً على جميع الدول العربية.
يرى المؤرخون أن البداية الفعلية للقمم العربية المنتظمة كانت عام 1964، حيث زاد عدد الدول المشاركة بعد حصول العديد منها على الاستقلال، وبدأت القمم تُعقد بشكل دوري لمناقشة القضايا العربية المشتركة.
أبرز محطات القمم العربية:
القمم التأسيسية والمبكرة:
- قمة أنشاص (1946): أول قمة عربية، ركزت على فلسطين واستقلال الدول العربية.
- قمة بيروت (1956): لدعم مصر ضد العدوان الثلاثي البريطاني-الفرنسي-الإسرائيلي. [1]
- القمم في الستينيات والسبعينيات:
- قمة القاهرة (1964): شددت على تنقية الأجواء العربية ودعت لإنشاء محكمة العدل العربية.
- قمة الدار البيضاء (1965): أقرت ميثاق التضامن العربي ودعم القضية الفلسطينية.
- قمة الخرطوم (1967): عُرفت بقمة “اللاءات الثلاث” (لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف بإسرائيل) بعد نكسة يونيو 1967، وأقرت إنشاء صندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي العربي.
- قمة الرباط: (1969) ناقشت دعم القضية الفلسطينية.
- قمة القاهرة (1976): دعت لإعادة إعمار لبنان ودعم التضامن العربي. [2]
القمم في العقود الأخيرة:
منذ عام 2000، أصبحت القمم تُعقد سنوياً بانتظام في إحدى العواصم العربية حسب الترتيب الأبجدي، مع إمكانية عقد قمم طارئة عند الحاجة.
استمرت القمم في مناقشة قضايا فلسطين، الأزمات الإقليمية، التضامن العربي، ومؤخراً ملفات مثل مكافحة الإرهاب والأزمات الاقتصادية.
جدول مختصر لمحاور وقرارات لأبرز القمم العربية:
| السنة | القمة | الدولة المستضيفة | أبرز المحاور والقرارات |
| 1946 | أنشاص | مصر | فلسطين، استقلال الدول العربية |
| 1956 | بيروت | لبنان | دعم مصر ضد العدوان الثلاثي |
| 1964 | القاهرة | مصر | تنقية الأجواء العربية، محكمة العدل |
| 1967 | الخرطوم | السودان | اللاءات الثلاث، صندوق الإنماء |
| 1976 | القاهرة | مصر | إعمار لبنان، التضامن العربي |
| 2000+ | سنوية في عواصم عربية | متغيرة | قضايا فلسطين، الأزمات الإقليمية |
| 2022 | الجزائر | الجزائر | دعم القضية الفلسطينية، أزمات عربية |
| 2023 | جدة | السعودية | ملفات إقليمية ودعم فلسطين |
| 2024 | البحرين | البحرين | استمرار مناقشة القضايا العربية |
| 2025 | بغداد | العراق | قمة اقتصادية عربية |
طبيعة القمم وأنواعها:
- القمم العادية: تُعقد بشكل سنوي لمناقشة جدول أعمال محدد يخص القضايا العربية.
- القمم الطارئة (غير العادية): تُعقد عند حدوث أزمات أو نزاعات كبرى بين الدول العربية أو لمواجهة أحداث طارئة
أهمية القمم العربية:
- لعبت القمم دوراً محورياً في توحيد الموقف العربي تجاه القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
- ساهمت في دعم استقلال الدول العربية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين الدول الأعضاء.
- مثلت منصة لحل النزاعات العربية الداخلية ومحاولة تقريب وجهات النظر.
يمتد تاريخ القمم العربية لأكثر من سبعة عقود، شهد خلالها العالم العربي محطات مفصلية وأزمات كبرى، وكانت القمم العربية منصة رئيسية للتشاور والتنسيق بين القادة العرب حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، مع استمرار التركيز على القضية الفلسطينية كقضية مركزية للعرب. [3]
ما كانت أهم القرارات التي اتخذت في قمة أنشاص عام 1946:
أهم القرارات التي اتُخذت في قمة أنشاص عام 1946، والتي كانت أول قمة عربية، تمحورت حول القضية الفلسطينية ودعم استقلال الشعوب العربية. وجاءت أبرز هذه القرارات كالتالي: [4]
- التأكيد على أن فلسطين هي قلب القضايا القومية العربية، وأن مصيرها مرتبط بمصير جميع الدول العربية، واعتبار ما يصيب عرب فلسطين يصيب كل الشعوب العربية.
- اعتبار الصهيونية خطراً لا يهدد فلسطين فقط، بل يهدد جميع البلاد العربية والإسلامية، ووجوب التصدي لهذا الخطر.
- الدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين إيقافاً تاماً، ومنع تسرب الأراضي العربية إلى الأيدي الصهيونية بشكل كامل.
- العمل على تحقيق استقلال فلسطين وتشكيل حكومة تضمن حقوق جميع سكانها الشرعيين بدون تفرقة.
- اعتبار أي سياسة عدوانية تتخذها حكومتا بريطانيا أو الولايات المتحدة (أو أي حكومة أخرى) تجاه فلسطين سياسة عدوانية ضد جميع دول الجامعة العربية، وأي قرار يجحف بحقوق عرب فلسطين يُعتبر عملاً عدائياً ضد الدول العربية.
- اتخاذ كل الوسائل الممكنة للدفاع عن كيان فلسطين في حال تعرضه لأي اعتداء.
- مساعدة عرب فلسطين بالمال وبكل الوسائل الممكنة، على أن تلتزم كل دولة عربية بتقديم دعم مالي سنوي لا يقل عن 1% من دخلها القومي.
- دعم الشعوب العربية المستعمرة ومساعدتها على نيل استقلالها، والعمل على إنهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي لمواجهة أي اعتداء صهيوني.
- التأكيد على ضرورة حصول طرابلس الغرب (ليبيا) على الاستقلال.
هذه القرارات عكست وحدة الموقف العربي في تلك المرحلة تجاه القضية الفلسطينية والاستعمار، ووضعت الأسس الأولى للعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية.
كيف ساهم مؤتمر أنشاص في تحديد أهداف الجامعة العربية:
ساهم مؤتمر أنشاص عام 1946 بشكل محوري في تحديد أهداف جامعة الدول العربية من خلال وضع أولويات العمل العربي المشترك ورسم معالم الدور الذي ستلعبه الجامعة في القضايا الإقليمية. أبرز مساهمات المؤتمر في هذا السياق:
- ترسيخ مركزية القضية الفلسطينية: أكد المؤتمر أن فلسطين هي قلب القضايا القومية العربية، وأن الدفاع عنها مسؤولية جماعية، مما جعل من دعم القضية الفلسطينية هدفاً دائماً للجامعة العربية. [5]
- دعم استقلال الشعوب العربية: شدد المؤتمر على ضرورة مساعدة الشعوب العربية التي لا تزال تحت الحكم الأجنبي لنيل استقلالها، ليصبح دعم حركات التحرر والاستقلال هدفاً رئيسياً للجامعة.
- مواجهة الأخطار الخارجية: اعتبر المؤتمر أن أي سياسة عدوانية ضد فلسطين أو أي قطر عربي هي عدوان على جميع الدول الأعضاء، ما رسخ مبدأ التضامن والدفاع المشترك بين الدول العربية. [6]
- الحفاظ على الهوية العربية: دعا المؤتمر إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنع تسرب الأراضي للصهاينة، ما أكد على حماية الهوية العربية للأراضي العربية.
- النهوض الثقافي والاجتماعي: أوصى المؤتمر بالعمل على إنهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي، وهو ما انعكس لاحقاً في برامج الجامعة العربية في مجالات التعليم والثقافة والتنمية. [7]
بهذه القرارات، وضع مؤتمر أنشاص الأسس العملية لأهداف الجامعة العربية، وحدد مسارها في الدفاع عن القضايا العربية، وتعزيز التعاون، ودعم الاستقلال، والتصدي للأخطار المشتركة، وهي الأهداف التي بقيت محور عمل الجامعة لعقود لاحقة.
ما كانت أبرز التحديات التي واجهت القمة العربية في أنشاص عام 1946
أبرز التحديات التي واجهت القمة العربية في أنشاص عام 1946 كانت:
- التحدي السياسي والوطني:كانت القمة الأولى التي جمعت الدول العربية المؤسسة لجامعة الدول العربية في وقت كانت فيه فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وكانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين تتزايد، مما شكل تهديداً مباشراً للأرض العربية، فكان التحدي في توحيد الموقف العربي تجاه هذه القضية الحساسة والضغط على القوى الاستعمارية لمنع المزيد من الهجرة ووقف تسرب الأراضي للصهاينة.
- غياب البيان الختامي الرسمي:بالرغم من أهمية القرارات التي اتخذت، لم يصدر عن القمة بيان ختامي رسمي، وهو ما يعكس صعوبة التوافق الكامل على صياغة موقف موحد في ظل التوترات السياسية والاختلافات بين الدول العربية في تلك المرحلة.
- التحديات الاستعمارية:كانت معظم الدول العربية لا تزال تحت تأثير أو تهديد الاستعمار، مما جعل مسألة دعم استقلال الشعوب العربية المستعمرة تحدياً كبيراً، خصوصاً مع وجود قوى كبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة التي كانت تدعم السياسات التي تؤثر على فلسطين.
- التنسيق بين الدول العربية:رغم حضور قادة الدول السبع المؤسسة، كان التنسيق والتعاون بين الدول العربية في بدايته، وكانت هناك تحديات في توحيد الجهود السياسية والعسكرية لمواجهة التهديدات الصهيونية والاستعمارية، ما استلزم بناء آليات عمل مشتركة.
- التهديد الصهيوني المتصاعد:كانت الحركة الصهيونية تنشط في فلسطين بدعم دولي، وكان التحدي في كيفية مواجهة هذا التهديد المتزايد الذي لم يهدد فلسطين فقط بل المنطقة العربية والإسلامية بأكملها، مما استدعى اتخاذ قرارات حاسمة رغم محدودية الإمكانيات في ذلك الوقت.
باختصار، واجهت قمة أنشاص تحديات سياسية واستراتيجية كبيرة تتمثل في توحيد الموقف العربي في مواجهة الاستعمار والصهيونية، وصياغة قرارات عملية رغم الاختلافات والضغوط الخارجية، مما جعلها محطة تأسيسية مهمة رغم الصعوبات التي صاحبتها. [8]
ساهم مؤتمر أنشاص عام 1946 في تعزيز العلاقات بين الدول العربية بعدة طرق أساسية:
- توحيد الموقف العربي حول القضية الفلسطينية: أكد المؤتمر أن فلسطين هي قلب القضايا القومية العربية، وأن ما يصيب فلسطين يصيب جميع الدول العربية، مما عزز التضامن العربي ووحدة الهدف بين الدول المشاركة في مواجهة التهديد الصهيوني.
- تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي: دعا المؤتمر إلى مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، ورفع مستوى التعاون بين الدول العربية في المجالات الثقافية والمادية، ما ساهم في بناء روابط تعاون بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية.
- إرساء مبدأ الدفاع المشترك: اعتبر المؤتمر أي عدوان على فلسطين عدواناً على جميع الدول العربية، مما وضع الأساس لمفهوم الدفاع الجماعي والتضامن الأمني بين الدول العربية، وهو ما عزز العلاقات السياسية والأمنية بينهم.
- التنسيق في مواجهة التحديات الخارجية: شكل المؤتمر منصة لتبادل وجهات النظر بين قادة الدول العربية، مما ساعد على تقوية التنسيق السياسي لمواجهة الاستعمار والصهيونية، وبناء الثقة بين الدول العربية المؤسسة للجامعة.
- إشاعة روح الوحدة العربية: جمع المؤتمر لأول مرة ملوك ورؤساء الدول العربية في اجتماع رسمي، ما ساعد على بناء علاقات شخصية وتفاهمات بين القادة، وعزز الشعور بالوحدة العربية التي كانت ضرورية لمواجهة التحديات المشتركة. [9]
بالتالي، كان مؤتمر أنشاص نقطة انطلاق مهمة لتعزيز العلاقات العربية من خلال توحيد المواقف السياسية، تعزيز التعاون، وترسيخ مبدأ التضامن بين الدول العربية في مواجهة قضايا مشتركة.
ساهم مؤتمر أنشاص عام 1946 في تعزيز الوحدة العربية بعدة جوانب رئيسية:
- تأكيد مركزية القضية الفلسطينية كقضية قومية جامعة: اعتبر المؤتمر فلسطين قلب القضايا القومية العربية، وأن ما يصيب فلسطين يصيب جميع الدول العربية، مما عزز الشعور بالوحدة والهدف المشترك بين الدول العربية في مواجهة التهديدات الخارجية.
- إرساء مبدأ التضامن والدفاع المشترك: اعتبر المؤتمر أن أي عدوان على فلسطين من قبل بريطانيا أو الولايات المتحدة هو عدوان على جميع الدول العربية، ما وضع أساساً لمفهوم الدفاع الجماعي والتضامن العربي في مواجهة المخاطر المشتركة. [10]
- الدعوة إلى مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها: هذا القرار عزز فكرة الوحدة السياسية والثقافية بين الدول العربية، وضرورة العمل المشترك لتحقيق الاستقلال الكامل لجميع الشعوب العربية.
- التركيز على النهوض الثقافي والمادي للشعوب العربية: دعا المؤتمر إلى رفع مستوى الشعوب العربية ثقافياً ومادياً لتمكينها من مواجهة أي اعتداء، مما ساهم في تعزيز الروح الوطنية والوحدة بين العرب.
- جمع قادة الدول العربية لأول مرة في اجتماع رسمي: مثل هذا اللقاء المباشر بين ملوك ورؤساء الدول العربية ساعد على بناء علاقات شخصية وتفاهمات سياسية، مما كان له أثر إيجابي في تعزيز الوحدة العربية.
- إجماع على مواجهة الخلافات الداخلية: رغم عدم صدور بيان ختامي رسمي، كان هناك توافق على ضرورة تصفية الجو العربي وتحقيق المصالح العربية المشتركة، وهو ما ساهم في تقليل الخلافات وتعزيز الوحدة. [11]
بالتالي، شكل مؤتمر أنشاص نقطة انطلاق مهمة لوحدة العرب، إذ وضع أسس التعاون والتضامن السياسي والثقافي، وجمع القادة العرب حول قضايا مشتركة، خاصة القضية الفلسطينية، مما عزز الروح القومية وأرسى دعائم الوحدة العربية في مراحلها الأولى.
ساهم مؤتمر أنشاص عام 1946 في مساعدة الشعوب العربية المستعمرة عبر عدة قرارات جوهرية، منها:
- التأكيد على ضرورة العمل بكل الوسائل الممكنة لمساعدة الشعوب العربية التي لا تزال تحت الحكم الأجنبي لكي تنال حريتها واستقلالها وتبلغ أمانيها القومية، بحيث تصبح أعضاء فاعلة في الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة. [12]
- الدعوة إلى حصول طرابلس الغرب (ليبيا) على الاستقلال، باعتبارها من الشعوب العربية المستعمرة التي تستحق التحرر.
- التركيز على إنهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي لمواجهة الاعتداءات الصهيونية والأجنبية، مما يعزز قدرة هذه الشعوب على تحقيق استقلالها والدفاع عن نفسها.
- توحيد الموقف العربي في مواجهة الاستعمار والصهيونية، واعتبار أي عدوان على فلسطين عدواناً على جميع الدول العربية، ما خلق إطاراً للتضامن العربي يشمل دعم الشعوب المستعمرة.
- اتخاذ قرارات داعمة للتمسك بحقوق الشعوب العربية في استقلالها، مع الالتزام بتقديم الدعم المالي والمعنوي، حيث تم الاتفاق على مساعدة عرب فلسطين بالمال وبكل الوسائل الممكنة.
بذلك، شكل مؤتمر أنشاص نقطة انطلاق للعمل العربي المشترك في دعم حركات التحرر الوطني وتعزيز استقلال الشعوب العربية المستعمرة عبر تبني قرارات واضحة ومبادئ تضامنية سياسية وثقافية ومادية.
ساهم مؤتمر أنشاص عام 1946 في الدفاع عن كيان فلسطين من خلال عدة قرارات رئيسية:
- اعتبر المؤتمر فلسطين قطراً عربياً لا ينفصل عن باقي الأقطار العربية، وأن مصيرها مرتبط بمصير جميع دول الجامعة العربية، مما جعل قضية فلسطين جزءاً لا يتجزأ من القضايا القومية العربية الأساسية.
- أكد المؤتمر أن الصهيونية تشكل خطراً داهماً ليس على فلسطين فقط، بل على جميع البلاد العربية والشعوب الإسلامية، ووجب على الدول العربية والشعوب الإسلامية الوقوف أمام هذا الخطر.
- دعا المؤتمر إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين إيقافاً تاماً، ومنع تسرب الأراضي العربية إلى الأيدي الصهيونية بشكل كامل.
- اعتبر أن أي سياسة عدوانية تتخذها حكومتا بريطانيا أو الولايات المتحدة أو أي حكومة أخرى ضد فلسطين هي سياسة عدوانية تجاه جميع دول الجامعة العربية، وبالتالي أي تنفيذ لتوصيات لجنة التحقيق التي تضر بحقوق عرب فلسطين يُعتبر عملاً عدائياً ضد الدول العربية.
- قرر المؤتمر الدفاع عن كيان فلسطين بكل الوسائل الممكنة في حالة الاعتداء عليه، مما وضع أساساً لمبدأ الدفاع الجماعي العربي عن فلسطين.
- اتفق على مساعدة عرب فلسطين بالمال لأغراض الدعاية وحفظ الأراضي بيد العرب وتقوية الكيان العربي في فلسطين، مع التزام كل دولة بتقديم دعم مالي لا يقل عن 1% من دخلها القومي سنوياً. [13]
- أكد على دعم عرب فلسطين بكل الوسائل الممكنة في حال استمرار الغزو الصهيوني واضطرارهم للدفاع عن أنفسهم.
بالتالي، كان مؤتمر أنشاص خطوة تأسيسية في توحيد الموقف العربي للدفاع عن فلسطين سياسياً ومالياً وعسكرياً، واعتبر فلسطين قضية مركزية تتطلب تضامناً عربياً شاملاً لمواجهة التحديات الصهيونية والاستعمارية.
ساهم مؤتمر أنشاص عام 1946 في تعزيز الوحدة العربية ضد الصهيونية من خلال عدة نقاط أساسية:
- توحيد الموقف العربي حول فلسطين: أكد المؤتمر أن فلسطين هي قطر عربي لا ينفصل عن الأقطار العربية الأخرى، وأن مصيرها مرتبط بمصير جميع الدول العربية، مما جعل القضية الفلسطينية قضية قومية جامعة تفرض على العرب الوقوف صفاً واحداً في مواجهتها. [14]
- اعتبار الصهيونية خطراً داهماً: وصف المؤتمر الحركة الصهيونية بأنها تهديد ليس لفلسطين فقط، بل لجميع البلاد العربية والشعوب الإسلامية، مما استدعى ضرورة وقوف الدول العربية والشعوب الإسلامية جميعاً ضد هذا الخطر.
- اتخاذ قرارات عملية لمواجهة الصهيونية: دعا المؤتمر إلى إيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشكل تام، ومنع تسرب الأراضي العربية إلى الأيادي الصهيونية، والعمل على تحقيق استقلال فلسطين وتشكيل حكومة عربية فيها.
- إرساء مبدأ الدفاع الجماعي: اعتبر المؤتمر أن أي سياسة عدوانية ضد فلسطين من قبل بريطانيا أو الولايات المتحدة هي عدوان على جميع دول الجامعة العربية، وقرر الدفاع عن كيان فلسطين بكل الوسائل الممكنة في حالة الاعتداء عليه، ما عزز التضامن العربي في مواجهة التهديد الصهيوني.
- تعزيز التعاون السياسي والمالي: اتفق المؤتمر على مساعدة عرب فلسطين بالمال وبكل الوسائل الممكنة، مع التزام الدول العربية بتقديم دعم مالي سنوي، مما جسد الدعم العملي للقضية الفلسطينية. [15]
- إشاعة روح الوحدة والتنسيق بين القادة العرب: جمع المؤتمر لأول مرة ملوك ورؤساء الدول العربية في اجتماع رسمي، ما ساعد على بناء علاقات شخصية وتفاهمات سياسية، وعزز الشعور بالوحدة العربية في مواجهة التحديات المشتركة. [16]
بالتالي، كان مؤتمر أنشاص نقطة انطلاق حاسمة في توحيد الصف العربي ضد الصهيونية عبر تبني قرارات واضحة ومواقف موحدة، وترسيخ مبدأ التضامن السياسي والمالي والدفاعي بين الدول العربية لمواجهة التهديد الصهيوني بشكل جماعي.
أبرز القرارات المتعلقة بالاستقلال في قمة أنشاص عام 1946 كانت:
- مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها وحريتها، والعمل بكل الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك، بحيث تصبح هذه الشعوب أعضاء فاعلة في الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة.
- العمل على تحقيق استقلال فلسطين، مع التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة فلسطينية تضمن حقوق جميع سكانها الشرعيين بدون تمييز بين عنصر أو مذهب.
- الدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين إيقافاً تاماً، ومنع تسرب الأراضي العربية إلى الأيادي الصهيونية، كجزء من حماية استقلال فلسطين والحفاظ على عروبتها.
- التأكيد على حصول طرابلس الغرب (ليبيا) على الاستقلال، باعتبارها من الشعوب العربية المستعمرة التي يجب دعم استقلالها.
- العمل على إنهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي، لتمكينها من مواجهة أي اعتداءات صهيونية أو استعمارية.
هذه القرارات جسدت موقفاً عربياً موحداً لدعم استقلال الشعوب العربية المستعمرة، وحماية فلسطين من التهديدات الصهيونية، مع التأكيد على وحدة المصير العربي. [17]
المصادر:
- الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، قرارات مؤتمر القمة العربية، (مقتطفات)، أنشاص، 29 أيار/ مايو 1946.
- ويكبيديا الموسوعة الحرة، القمة العربية 1946 (أنشاص)، الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، قرارات مؤتمر القمة العربية، (مقتطفات)، أنشاص، 29 أيار/ مايو 1946.
- القمة العربية بأنشاص.. حكاية أول مؤتمر عربي برئاسة الملك فاروق لدعم فلسطين الجمعة، 28 مايو 2021، ويكبيديا الموسوعة الحرة، القمة العربية 1946 (أنشاص).
- الراية، منها 30 عادية و14 طارئة، 44 قمَّة جابهت تحديات الأمة العربية، السبت, 29 أكتوبر, 2022.
- الجزائر تستضيف القمة العربية غداً وسط تحديات عديدة عربية وعالمية، وكالة الأنباء الكويتية كونا.
[1] – الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، قرارات مؤتمر القمة العربية، (مقتطفات)، أنشاص، 29 أيار/ مايو 1946.
[2] – ويكبيديا الموسوعة الحرة، القمة العربية 1946 (أنشاص)، الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، قرارات مؤتمر القمة العربية، (مقتطفات)، أنشاص، 29 أيار/ مايو 1946.
[3] – المصدر السابق 1946.
[4] – القمة العربية بأنشاص.. حكاية أول مؤتمر عربي برئاسة الملك فاروق لدعم فلسطين الجمعة، 28 مايو 2021، ويكبيديا الموسوعة الحرة، القمة العربية 1946 (أنشاص).
[5] – القمة العربية بأنشاص.. حكاية أول مؤتمر عربي برئاسة الملك فاروق لدعم فلسطين الجمعة، 28 مايو 2021.
[6] – المصدر السابق.
[7] – الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، قرارات مؤتمر القمة العربية، (مقتطفات)، أنشاص، 29 أيار/ مايو 1946.
[8] – الراية، منها 30 عادية و14 طارئة، 44 قمَّة جابهت تحديات الأمة العربية، السبت, 29 أكتوبر, 2022.
[9] – القمة العربية بأنشاص.. حكاية أول مؤتمر عربي برئاسة الملك فاروق لدعم فلسطين، الجمعة، 28 مايو 2021، ويكبيديا الموسوعة الحرة، القمة العربية 1946 (أنشاص).
[10] – الجزائر تستضيف القمة العربية غداً وسط تحديات عديدة عربية وعالمية، وكالة الأنباء الكويتية كونا.
[11] – ويكبيديا الموسوعة الحرة، القمة العربية 1946 (أنشاص)، الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، قرارات مؤتمر القمة العربية، (مقتطفات)، أنشاص، 29 أيار/ مايو 1946.
[12] – ويكبيديا الموسوعة الحرة، القمة العربية 1946 (أنشاص)، المصدر السابق.
[13] – القمة العربية بأنشاص.. حكاية أول مؤتمر عربي برئاسة الملك فاروق لدعم فلسطين، الجمعة، 28 مايو 2021، ويكبيديا الموسوعة الحرة، القمة العربية 1946 (أنشاص).
[14] – المصدر السابق.
[15] – الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، قرارات مؤتمر القمة العربية، (مقتطفات)، أنشاص، 29 أيار/ مايو 1946
[16] – ويكبيديا الموسوعة الحرة، القمة العربية 1946 (أنشاص)
[17] – القمة العربية بأنشاص.. حكاية أول مؤتمر عربي برئاسة الملك فاروق لدعم فلسطين، الجمعة، 28 مايو 2021، ويكبيديا الموسوعة الحرة، القمة العربية 1946 (أنشاص)، الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، قرارات مؤتمر القمة العربية، (مقتطفات)، أنشاص، 29 أيار/ مايو 1946.