مكاسب أسبوعية للنفط… وقرارات “أوبك” تدعم إستقرار السوق
اندبندنت عربية الأحد 8 ديسمبر 2019 12:17
مكاسب أسبوعية للنفط… وقرارات “أوبك” تدعم إستقرار السوق
توقعات باتفاق “رسمي” على زيادة خفض الإنتاج بداية 2020
اندبندنت عربية الأحد 8 ديسمبر 2019 12:17
مضخة نفط
صعدت أسعار النفط بأكثر من 1% في تعاملات نهاية الأسبوع على مكاسب ، بعد أن اتفقت (أوبك) وحلفاؤها على زيادة تخفيضاتهم الإنتاجية بمقدار 500 ألف برميل يومياً.
وستستمر التخفيضات الإضافية لـ(أوبك) ومنتجين رئيسيين من بينهم روسيا، الذين يشكّلون ما يعرف بمجموعة (أوبك +) حتى نهاية الربع الأول من 2020. وستعقد المجموعة اجتماعاً استثنائياً في أوائل مارس (آذار) لمراجعة سياستها.
وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج “برنت” جلسة التداول مرتفعة بنحو 1.6% إلى 64.38 دولار للبرميل، ومنهية الأسبوع على مكاسب قدرها 3%.
وصعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.3% لتغلق عند 59.20 دولار للبرميل، مسجّلة مكاسبة قدرها 7% على مدار الأسبوع، وهي أكبر زيادة أسبوعية منذ يونيو (حزيران) الماضي بعد أن أظهرت بيانات حكومية يوم الأربعاء أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبطت للمرة الأولى في ستة أسابيع.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم (أوبك +)، الخميس، على زيادة تخفيضات إنتاج النفط لتفادي فائض بالمعروض في أوائل العام المقبل في الوقت الذي يشهد فيه النمو الاقتصادي ركوداً في ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ويخفض الاتفاق إنتاج النفط بواقع 500 ألف برميل يومياً إضافية، عبر التزام أكثر صرامة وبعض التعديلات. وتخفض المجموعة الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، وبإضافة الكمية الزائدة يمثل الخفض نحو 1.7% من إنتاج النفط العالمي.
السعودية وروسيا تقودان خفضاً جديداً بالإنتاج
وقادت السعودية وروسيا اتفاقاً، تلتزم بموجبه (أوبك) وحلفائها ببعض من أكبر تخفيضات إنتاج النفط في العقد الحالي سعياً إلى تفادي فائض في المعروض ودعم الأسعار.
واتفقت المجموعة التي تضم أكثر من 20 منتجاً على تخفيضات إضافية بواقع 500 ألف برميل يومياً في الربع الأول من 2020، وهو ما يرفع مجمل التخفيضات إلى 1.7 مليون برميل يومياً، أو ما يعادل 1.7% من الطلب العالمي.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن التخفيضات الفعلية قد “تصل إلى 2.1 مليون برميل يومياً”، إذ إن السعودية ستواصل خفضاً يفوق حصتها.
وقالت أمريتا سين المؤسسة الشريكة في إنرجي أسبكتس، “لم يكن الهدف السعودي بالضرورة دفع أسعار النفط إلى الارتفاع بشكل كبير، لكن بالأحرى، بُعيد الطرح العام الأولي لأرامكو، وضع أرضية راسخة تحتها خلال الربع الأول لكبح أي ضعف موسمي”.
وتضخ أوبك ومنتجون متحالفون معها، في إطار المجموعة التي يطلق عليها (أوبك +)، ما يزيد على 40% من النفط العالمي.
ووفقاً لوكالة (رويترز)، قال مصدر مطلع إنه بموجب الاتفاق الجديد، ستتحمل (أوبك) نحو 372 ألف برميل يومياً من التخفيضات الجديدة، ويتحمَّل منتجون من خارج المنظمة 131 ألف برميل يومياً إضافية.
وقال جار روس مؤسس بلاك جولد إنفستورز، “أفضل نتيجة كان يمكنك توقعها. تضع أرضية تحت الأسعار عند 60 دولاراً لبرنت، لكننا لا نزال على الأرجح في نطاق 60 إلى 65 دولاراً لخام برنت حتى يتحسَّن الاقتصاد العالمي، ومن ثمَّ يمكن أن نرى برنت بين 65 دولاراً و70 دولاراً في الربع الثاني”.
وستزيد (أوبك +) التخفيضات في الشهور الثلاثة الأولى من 2020، وهي فترة أقصر من تصورين، أحدهما ستة أشهر والآخر 12 شهراً، كان يطمح إليهما بعض منتجي (أوبك)، وتعوض التخفيضات زيادة متوقعة من دول ليست ضمن (أوبك +)، بما في ذلك المنتج الكبير الولايات المتحدة.
وتشارك 11 من الدول الأعضاء في (أوبك) البالغ عددها 14 في تخفيضات الإنتاج. وإيران وليبيا وفنزويلا معفاة، وتضم (أوبك +) روسيا وتسع دول أخرى هي أذربيجان والبحرين وبروناي وقازاخستان وماليزيا والمكسيك وسلطنة عمان وجنوب السودان والسودان.
وإحدى نقاط الخلاف هي الامتثال، إذ تخفّض السعودية الإنتاج بأكثر من المطلوب بهدف تعويض زيادة في الإنتاج من العراق ونيجيريا.
وقال وزير الطاقة في السعودية، “سنواصل خفض 400 ألف برميل يومياً دون المستوى المحدد، وإن سقفها (السعودية) الجديد سيكون 9.744 مليون برميل يومياً”.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن “السقف الجديد لإنتاج روسيا هو 10.398 مليون برميل يومياً دون المكثفات، وإن حصتها في التخفيضات تبقى دون تغيير عند 228 ألف برميل يومياً”.
انخفاض عدد منصات الحفر الأميركية
وخفَّضت شركات الطاقة الأميركية عدد حفَّارات النفط العاملة لسابع أسبوع على التوالي مع قيام منتجين مستقلين بتقليل الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة، رغم أن سلسلة انخفاضات على مدار عام في عدد الحفارات لم تمنع إنتاج النفط بالولايات المتحدة من تسجيل مستويات قياسية جديدة.
وقالت شركة “بيكر هيوز” لخدمات الطاقة، في تقريرها الأسبوعي، إن شركات الحفر أوقفت تشغيل خمسة حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في السادس من ديسمبر (كانون الأول) لينخفض إجمالي عدد الحفارات إلى 663، وهو أدنى مستوى منذ أبريل (نيسان) من العام 2017.
وفي الأسبوع نفسه قبل عام، كان هناك 877 حفاراً نفطياً قيد التشغيل بالولايات المتحدة، ويتجه عدد حفارات النفط إلى تسجيل أول عام من الهبوط منذ 2016، لكن الانخفاض للعام الحالي الذي بلغ 222 حتى الآن، أقل كثيراً من الهبوط المسجَّل في 2015، الذي بلغ 963 حفاراً، وفقا لبيانات “بيكر هيوز” التي ترجع إلى عام 1987.
وتراجع عدد حفارات النفط النشطة، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلاً، على 12 شهراً متتالية، وهو رقم قياسي، مع قيام شركات الاستكشاف والإنتاج المستقلة بخفض الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة، بينما يسعى المساهمون إلى تحسين العوائد وسط بيئة أسعار منخفضة للطاقة.
ورغم الانخفاضات في عدد الحفارات النشطة فإن إنتاج النفط الأميركي من المنتظر أن يرتفع إلى 12.9 مليون برميل يومياً في 2019، وإلى 13.29 مليون برميل يومياً في 2020، من مستوى قياسي بلغ 11.0 مليون برميل يومياً في 2018، وفقاً لبيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
الإنتاج الروسي يرتفع
وفي تصريحات سابقة قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر، إن إنتاج روسيا من مكثفات الغاز “بلغ في المتوسط 833 ألف برميل يومياً” في نوفمبر (تشرين الثاني)، ارتفاعاً من رقم أساسي في أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2018 البالغ 796 ألف برميل يومياً المُستخدم في اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي.
وتشارك روسيا في اتفاق بين أوبك ومنتجي نفط غير أعضاء في المنظمة لكبح إنتاجها النفطي بهدف دعم الأسعار، لكن موسكو تريد استثناء مكثفات الغاز من حسابات حصتها، وهو ما يفعله أعضاء (أوبك) بالفعل.
وأوضح أن (أوبك) وافقت على السماح للمشاركين باستثناء المكثفات، وهي خام خفيف يُستخلص كمنتج ثانوي خلال إنتاج الغاز.
في سياق متصل، قال رئيس إدارة في وزارة الطاقة الروسية، “من المتوقع أن يتجاوز إنتاج روسيا من مكثفات الغاز أكثر من 34 مليون طن”.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن (أوبك) اتفقت على السماح لكامل مجموعة (أوبك +) الأوسع نطاقاً باستثناء المكثفات من حسابات إنتاج النفط، مثلما تفعل (أوبك) بأرقامها الخاصة، والمكثفات هي نوعٌ خفيفٌ عالي القيمة من الخام يُستخلص كمنتج ثانوي خلال إنتاج الغاز.