لغز طارق بن زياد

في رواية الفتح العربي الإسلامي للأندلس

لغز طارق بن زياد

تشكك الكثير من الدراسات الأكاديمية والنقدية في رواية فتح الأندلس المستمدة من التراث العربي الإسلامي. فبينما يرى الباحث والكاتب الإسباني أنطونيو غالا،  أن اسم طارق هو اسم حديث في اللغة العربية الفراهيدية، إذا ما تمت مقارنتها مع سائر القواميس الأقدم منها، كقاموس ابن منظور وقاموس المحيط للفيروز أبادي.

ويرى أنه من المستبعد أن يُكنّى به شخص من أصول “أعجمية”، وخصوصاً إذا كان أمازيغياً، فاسم طارق كما يؤكد غالا، “هو تصحيف لاسم قائد قوطي منشق يدعى (تاريكس)، على وزن رودريكس (لزديق)، كما يرد في المصادر العربية، وهو أخر ملوك القوط الغربيين في إسبانيا”.

من هو طارق بن زياد - سطور

بينما تؤكد بعض الروايات التاريخية العربية، كرواية ابن خلكان، أن أصل طارق بن زياد من قبيلة الصدف الحضرمية اليمنية، إلاّ أن المؤكد أنه أمازيغي من قبيلة مغربية. وكان طارق بن زياد فارساً شجاعاً ومقداماً، وعندما دخلت القبائل الوثنية البربرية في الإسلام، ومن بينها قبيلة طارق بن زياد، ذلك الفارس الشاب الذي أَعجب موسى بن نصير بشجاعته، فأوكل إليه مهمة قيادة جيوش الفتح.

ويؤكد أصحاب هذا الرأي، أن طارق بن زياد وُلد في إحدى مدن المغرب، والتي كانت تسكنها قبيلة نفزة في منتصف القرن الهجري الأول. كما يذكر الحميري في “الروض المعطار في خبر الأقطار”. ويورد ابن عذاري المراكشي، صاحب كتاب “البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب”، نسب طارق بن زياد، ويقول“قد اختُلف في نسبه، فالأكثرون على أنه بربري من نفزة، وأنه مولى لموسى بن نصير من سبي البربر، وقال آخرون إنه فارسي… هو طارق بن زياد بن عبد الله بن رفهو بن ورفجوم بن ينزغاسن بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو”.

https://raseef22.net/article/1087455-%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A3%D9%85-%D8%BA%D8%B2%D9%88-%D9%88%D9%87%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D9%86-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D8%B5%D9%8A%D8%AD%D8%A7-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3

لماذا حدث خروج المسلمين من الأندلس بعد خضوعها لهم؟ – لماذا

في رواية الفتح العربي الإسلامي للأندلس، يذكر السير توماس أرنولد، في كتابه “بحث في تاريخ نشر العقيدة الإسلامية”، تسامح المسلمين بعد فتح الأندلس:

(في الحق فإن سياسة التسامح الديني التي أظهرها هؤلاء الفاتحون نحو الديانة المسيحية كان لها أكبر الأثر في تسهيل استيلائهم على هذه البلاد، وإن الشكوى الوحيدة التي شكى منها المسيحيون هي فرض الجزية عليهم، والتي كانت تبلغ 48 درهماً عن الأغنياء، و24 درهماً عن الطبقة الوسطى، و12 درهماً عن العمال مقابل إعفائهم من الخدمة العسكرية، على أن هذه الجزية لم تُفرَض إلا على القادرين من الرجال، في حين أعفي منها النساء والأطفال والرهبان والمقعدون والعميان والمساكين والمرضى والأرقاء، مع العلم بأن الموظفين المكلفين بجمع الضرائب كانوا من المسيحيين أنفسهم، مما خفف من وطأتها على الناس).

على الضفة المقابلة في إسبانيا، لم يكن الوضع في شبه الجزيرة الإيبيرية مستقراً، إذ يذكر المؤرخ الهولندي رينهارت دوزي، في كتابه “أبحاث في التاريخ السياسي والأدبي لأسبانيا خلال العصر الوسيط”، أن رجال الدين المسيحيين كانوا يشتكون من تفشي الفساد والانحلال الأخلاقي عند الطبقة القوطية الحاكمة وانغماسها في الترف، بينما كانت تعاني الطبقات الوسطى والفقيرة والأرقّاء من الاستغلال، فيذكر عن وضع طبقة الأرقاء قائلاً: “إن وضع طبقة الأرقاء لم يكن محتملاً أيام القوط، ويتجلى ذلك عندما يتأمل الإنسان قوانينهم الفظة تجاه العبيد”.

https://raseef22.net/article/1087455-%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A3%D9%85-%D8%BA%D8%B2%D9%88-%D9%88%D9%87%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D9%86-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D8%B5%D9%8A%D8%AD%D8%A7-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اثنان × أربعة =

آخر الأخبار