متحف بيرغامون (Pergamon museum) في برلين

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري - برلين

متحف بيرغامون (Pergamon museum) في برلين

 بوابة عشتار العريقة

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري – برلين

يحتوي متحف بيرغامون في برلين على كنوز ثمينة وعمارة خالدة وأعمال فنية تتميز جميعها بالتفرد، تغطي فترة تمتد إلى 6000 عام من تاريخ البشرية. حتى أن المتحف ذاته مدرج على لائحة الإرث الثقافي العالمي لمنظمة اليونيسكو إضافة إلى خمسة متاحف أخرى في جزيرة المتاحف في برلين. الجزيرة الواقعة في وسط نهر شبري تنتمي لأكثر مواقع الزيارة شعبية في برلين، كما تعتبر من أهم تجمعات المتاحف في أوروبا.

برلين متحف بيرغامون تصوير سيمون ديتيل Simon Detel

ويعد متحف بيرغامون في مدينة برلين من المتاحف الهامة في المدينة، ويقع داخل جزيرة المتاحف على ضفاف نهر شبري الذي يعد من اهم المعالم السياحية في برلين، والذي يضم آثار تاريخية وفنية تعود الى قبل اربعة آلاف سنة قبل الميلاد.

تم انشاء متحف بيرغامون في عام 1899م، وسمي نسبة الى تاجر الفنون والتحف هاينس بيرغرون، اذ يتألف هذا المتحف من ثلاث أجنحة تحوي أشهر المعروضات من مختلف الحضارات البابلية والآشورية والاوروكية، بالإضافة الى بعض الاعمال الفنية المعاصرة لأشهر الفنانين مثل بيكاسو وماتيس.

هنا سوف تجد إعادة بناء رائعة للمباني التاريخية. وتشمل هذه مذبح بيرغامون، الذي أعطى المتحف اسمه، وبوابة عشتار، التي تعد واحدة من عجائب الدنيا القديمة.

 

التسمية: متحف بيرغامون، نسبة الاسم إلى، بيرغامون

Berlin Pergamon Museum, Photo by Simon Detel

النمط المعماري: عمارة كلاسيكية جديدة

المهندس المعماري: الفريد ميسيل

أحد أهم المتاحف العامة في جمهورية ألمانيا الاتحادية. يضم آثار تاريخية، وفنون، من عدّة حضارات يعود أقدمها إلى ما يقرب من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. ويقع متحف بيرغامون في جزيرة المتاحف في قلب العاصمة برلين. ويتكون المبنى من طابقين بالإضافة إلى طابق تسوية تحت الأرض بمساحة جزئية، مؤلف من ثلاثة أجنحة رئيسة:

1 – مجموعة الاثار الكلاسيكية التي تشغل الصالات المعمارية

2 – جناح النحت،

3 – متحف الشرق الأدنى القديم، ومتحف الفن الإسلامي، مرتبة حول فناء يحتوي على منتدى يلتقي فيه جميع الزوار.

إضافة لذلك يقدم المتحف برنامجاً متجدداً لإقامة معارض خاصة بصفة مؤقتة، تهدف إلى تقديم ثقافات وحضارات متعددة بمواضيع متنوعة.

برلين متحف بودي تصوير سيمون ديتيل Simon Detel

شُيد المبنى في الفترة ما بين عَامّي (1910-1930) على الطراز الكلاسيكي الحديث، ولتفرد مبنى المتحف المعماري، وما يحتوي من تحف وآثار، قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، إدراج المتحف ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في عام 1999 للحفاظ عليه للأجيال القادمة جنباً إلى جنب مع متاحف الجزيرة. وفي عام 2012 بدأ مشروع ترميم يهدف إلى دمج المتحف بشكل وثيق مع المتاحف الأخرى على جزيرة المتاحف، يشمل المشروع بناء الجناح الرابع الذي سيضم متحف الهندسة المعمارية الأثرية من الحضارة المصرية. ومن المتوقع أن يكتمل المشروع قبل عام 2025. [1]

تتولى إدارة المتحف مؤسسة التراث الثقافي البروسي إحدى أكبر مؤسسات العالم الثقافية في مجال حفظ الكنوز الأثرية والأعمال الفنية. [2]

1 – تاريخ إنشاء المتحف:

شُيد مبنى المتحف في وقت سابق في الفترة ما بين عَامّي (1897-1899) من تصميم المهندس الألماني فريتز وولف (1847-1921). واُفتُتِح في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 1901 من قبل القيصر فريدريش فيلهلم الثاني (1859-1941). كانت الحفريات الأثرية، وعمليات التنقيب لا تزال جارية في بابل، وأوروك، وآشور، وميليتوس، وأماكن أخرى من العالم، ولعرض المكتشفات الحديثة بمساحات مُناسبة، قدم المؤرخ الألماني فيلهلم فون بوده (1929-1845) قَيّم المتحف الملكِيّ آنذاك، مقترحاً لمبنى جديد للمتحف في نفس المكان الحالي. وبجانب هذا المقترح قدم المهندس الألماني ألفريد ميسيل الرسومات الهندسية وخطط البناء عام 1906، إلا أنّ ميسيل (1853-1909) رحل باكراً، ولم تتسنى له فرصة تنفيذ المشروع. ثم شُيد مبنى المتحف مع تعديلات طفيفة، في الفترة (1907-1930) تحت إشراف صديق المهندس ميسيل المُقرّب، المُهندس الألماني لودفيغ هوفمان (1852-1932).

2 – أقسام المتحف:

2 – 1 مجموعة الآثار الكلاسيكية:

يضم القسم الكلاسيكي في متحف بيرغامون مذبح زيوس، وبسبب ضخامته يحتل قاعة واسعة جداً، تمتلأ بالأدراج وتحوي في اسفلها على منحوتات تمثل نضال الاله الاولمبي ضد الجبابرة، بالإضافة الى منحوتات والمزهريات، والنقوش والفسيفساء.

الفترة الطويلة من التاريخ الثقافي، الذي يضم تداخل حضارتي اليونان القديمة وروما القديمة، أو ما يعرف باسم العصر الكلاسيكي القديم، فترة من التاريخ كانت فيها الثقافة اليونانية تزخر بالكثير من مظاهر الحضارة. تروى قصصاً يزيد عمرها عن 2100 عام من خلال الهندسة المعمارية والمنحوتات والمزهريات، والنقوش والفسيفساء، وكذلك البرونزيات والمجوهرات، وأكروبول پرغامه التاريخي من منطقة أيولِس، والمكون من آلاف القطع المرصُوفة إلى جانب بعضها البعض، يروي حكاية مملكته، عبر مجموعة من المشاهد المتتالية، يصور فيها أحداث تلك الفترة الزمنية.

2 – 2 الشرق الأدنى القديم:

يحتوي قسم الشرق الأدنى القديم الذي على بوابة عشتار التي تعد أول البوابات في تاريخ البشرية والطريق الرئيسي لمدينة بابل، كلها كانت منقولة من موقعها بين النهرين الى متحف بيرغامون في برلين، بالإضافة الى الرسومات والكتابات المسمارية فوق ألواح الطين.

ومن خلال بوابة عشتار العريقة، وعبر طريق الموكب الذي يعد الطريق الرئيسي لمدينة بابل التاريخية، بالإضافة إلى الرسومات والكتابات المسمارية فوق ألواح الطين والحجر والشمع والمعادن، دًون بها الشؤون الحياتية العامة والآداب والأساطير والشؤون الدينية والعبادات. إضافة إلى مجموًعة فريدة من الخزفيات والفخاريات والعديد من الكنوز والتحف من الحضارة والفن والثقافة، من ملامحها ومعايشها وأخيلتها وغيرها، والتي تعود أقدمها إلى حوالي 6000 عام من العصر الحجري الحديث، والتي تنوعت بين الحضارات التي نشأت في تلك المنطقة، وتعتبر من أهم الآثار الشرقية في العالم.

2 – 3 الفن الإسلامي:

يُعدُّ أقدم مُتحف مُخصّص للفن الإسلامي، وأَكبرُها مِساحةٍ فِي أوروبا وأمريكا. يضُمُّ 93.000 تُحفةٌ وأَثَّر لِلْفنّ الإِسلامِيّ، تمثل طيّفً من مناطِق العالم الإِسلامِيّ على مرّ العصور من القرن الثامن إلى القرن التاسع عشر. وعبِّر رحلةِ الْحِرفِ العُربِيِّ فِي صُورة جمِيلةٍ ومُؤثّرة، مِن خلال اللُّغةِ الإبداعية الَّتِي صاغها الْفنَّان مُعبِّرا عن أفكاره وأحاسيسه، اِتّسم بِبلاغةٍ أَنَّة من ملامح الفن في الشُّرق، وكذلك الزخارف الَّتِي توصفً بِأَنّها لغة الفَنّ الإِسلامِيّ. بِالإضافة إِلى الحرف اليدوية، من تحف زجاجية، وسجاد شرقي، ومنحوتات عاجية، ومجوهرات، ومخطوطا نَّادِرة، الَّتِي تتَّصِفُ بِالْجِمال.

كما يضم المتحف العديد من القاعات التي تحوي على صالات معمارية تم نقلها بالكامل الى المتحف، بالإضافة الى جناح النحت، والعديد من المنحوتات وقطع الفسيفساء والتماثيل ذات الحقب الزمنية المختلفة.

ان متحف بيرغامون في برلين – المانيا غني بالكثير من القطع الأثرية الباهظة الثمن تاريخياً وثقافياً، اذ يحوي على تنوع حضاري جعله يتربع على عرش قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، مما يجعله من المتاحف المهمة عالمياً.

مراجع:

  1. مُعرِّف مشروع في موقع “أرش إنفورم” (archINFORM): 11829. مذكور في: أرش إنفورم. الوصول: 05 نوفمبر 2018. لغة العمل أو لغة الاسم: الألمانية.
  2. إعلان صحفي (باللغة الألمانية). © مؤسسة التراث الثقافي الپروسي. نسخة محفوظة 07 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. بيان المؤتمر الصحفي 18 أبريل 2014 (باللغة الألمانية). © مؤسسة التراث الثقافي الپروسي. نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  4.   https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81_%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%BA%D8%A7%D9%85%D9%88%D9%86

 

[1] – إعلان صحفي (باللغة الألمانية). © مؤسسة التراث الثقافي الپروسي. نسخة محفوظة 07 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.

[2] – بيان المؤتمر الصحفي 18 أبريل 2014 (باللغة الألمانية). © مؤسسة التراث الثقافي الپروسي. نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

4 + ثلاثة عشر =

آخر الأخبار