الاشتراكية العلمية كنظام اقتصادي اجتماعي

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

الاشتراكية العلمية كنظام اقتصادي اجتماعي

Marxism-Leninism | South African History Online

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

يكشف الاقتصاد السياسي النقاب عن القوانين الاقتصادية وظروف ومحفزات تطوير الإنتاج الاشتراكي، فهو بذلك يبين لنا طرائق تطوير القاعدة المادية التقنية للاشتراكية. كما يدرس علاقات الإنتاج في حركتها الديناميكية وفي ارتباطها بتنمية وتحسين عوامل الإنتاج ونمو وزيادة فعاليتها. وهو بذلك يحاول وضع توصيف كمي ونوعي للظواهر والمشكلات الاقتصادية، ويستخدم أحياناً الطرائق الرياضية والإحصائية للبحث في العلائق الاقتصادية بين الناس.

أولاً – السمات الأساسية لمرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية:

لا يمكن للاشتراكية أن تنشأ ضمن أطر العلاقات الرأسمالية. ولا تنضج في أحضان النظام الرأسمالي سوى المقدمات المادية التي تعمل على التحول من النظام الرأسمالي إلى النظام الاشتراكي. ولا يتم الانتقال إلى الاشتراكية على الفور وبشكل جاهز وناجز. بل لا بد من مرحلة انتقالية، قد تطول أو تقصر، يتم خلالها القضاء على مخلفات النظام القديم وإرساء أسس المجتمع الاشتراكي الجديد. وتسمى هذه المرحلة، مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية. تبدأ هذه المرحلة بالإعلان عن قيام سلطة المنتجين السياسية، التي تعيد لهم حقهم في حصيلة إنتاجهم ووسائل الإنتاج. وبعد أن تركز الطبقة العاملة السلطة السياسية في أيديها تشرع بالتحولات الاشتراكية.

لا يتم بناء الاشتراكية وتحقيقها دفعة واحدة ومباشرة بعد استيلاء البروليتاريا على السلطة، بل يتطلب المرور بمرحلة انتقالية طويلة نسبياً يتم خلالها الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية. ” وذلك لأن إعادة تنظيم الإنتاج أمر صعب، ولأن إجراء تغييرات جذرية في جميع ميادين الحياة يتطلب وقتاً، ولأنه لا يمكن قهر القوة الهائلة الكامنة في إدارة الاقتصاد بالطريقة البرجوازية الصغيرة والبرجوازية إلا بنضال عنيد طويل النفس. لذا يتحدث ماركس عن مرحلة كاملة من دكتاتورية البروليتاريا باعتبارها مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية “. [1]

ويتميز اقتصاد المرحلة الانتقالية بتعدد أنماطه. حيث نلاحظ في هذه المرحلة ثلاثة أنماط اقتصادية أساسية هي: [2]

1 – النمط الاشتراكي (تمثله الطبقة العاملة).

2 – النمط البضاعي الصغير (تمثله الاستثمارات الفلاحية، والحرفيون وغيرهم من صغار المنتجين الذين لا يستخدمون العمل المأجور).

3 – الرأسمالية الخاصة (تمثلها المشاريع الرأسمالية الكبيرة في المدينة والريف والتي تستخدم العمل المأجور).

ومن الممكن أن توجد أنماط اقتصادية أخرى غير الأنماط الثلاثة المذكورة أعلاه إذ تستمر خلال هذه المرحلة، بعض العلاقات العشائرية والقبلية والإقطاعية.

وتبدأ مهمات بناء النظام الاشتراكي، بالعمل على إنهاء وتجاوز تعدد الأنماط هذه بوساطة التدابير الاقتصادية التي تقود إلى إشاعة علاقات الإنتاج الاشتراكية على نطاق الدولة بكاملها.

وأثناء المرحلة الانتقالية لا بد من اتخاذ بعض التدابير والإجراءات منها:

  • محاربة الاحتكارات الإمبريالية والبرجوازية الكبيرة المحلية والإقطاعيين.
  • تطوير قطاع الدولة في الاقتصاد الوطني.
  • فرض رقابة شديدة على نشاط رأس المال الأجنبي.
  • تطبيق مبدأ التخطيط والاقتصاد المنهجي.
  • تنفيذ الإصلاحات الزراعية وتشجيع الحركة التعاونية الزراعية في الريف.

وتختلف وتائر التحولات الاجتماعية الاقتصادية وعمقها باختلاف البلدان، ولكنها تبقى بشكل عام المقدمات الفكرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبناء أسس النظام الاشتراكي. ويتضمن الانتقال إلى الاشتراكية خلق علاقات اجتماعية جديدة تختلف تماماً عن العلاقات الرأسمالية ولا يمكن خلقها ضمن الرأسمالية.

تختلف مدة المرحلة الانتقالية من الرأسمالية إلى الاشتراكية من وقت لآخر ومن بلد لآخر، وهي ترتبط بالظروف التاريخية لكل بلد، بما فيها مستوى القوى المنتجة، ودرجة تطور أشكال ملكية وسائل الإنتاج، وميزان القوى الاجتماعية، والتقاليد التاريخية والقومية، كما أن للظروف الخارجية ووجود النظام الاشتراكي العالمي أثراً مهماً في تحديد مدة المرحلة الانتقالية. [3] وبعد انتصار الثورة الاشتراكية تبدأ مرحلة حل المهمات الأساسية للانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية. وأبرز هذه المهمات:

  • تصفية علاقات الإنتاج الرأسمالية، والاستعاضة عنها بعلاقات اشتراكية.
  • تصفية الطبقات الاستغلالية وإزالة استغلال الإنسان للإنسان والأسباب التي تولده.
  • بناء القاعدة المادية والتقنية للاشتراكية عن طريق :
  1. بناء صناعة متطورة واستخدام التقنية العالية.
  2. التغلب على تعددية الأنماط في الاقتصاد الوطني.
  3. تحويل الإنتاج الحرفي الصغير تدريجياً إلى إنتاج اشتراكي تعاوني كبير.
  4. تعميم الثورة الثقافية. [4]

كتب فريدريك أنجلس: ” إن الاشتراكية تهيئ إمكان توفير الظروف المادية الكافية والمتحسنة من يوم لآخر للعيش لأعضاء المجتمع كافة، وكذلك التنمية الكاملة الحرة وتلبية احتياجاتهم المادية والمعنوية عن طريق الإنتاج الاجتماعي”.

[1] -لينين، المؤلفات الكاملة، المجلد38، ص385-386.

[2] – ايلين وموتيليف، ماهو الاقتصاد السياسي، مصدر سابق ص367.

[3] – انظر، الاقتصاد السياسي دليل العلوم الاجتماعية، مجموعة من المؤلفين السوفييت، أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفييتي ت. د. فؤاد أيوب، دار دمشق – بيروت 85-1986، ص 357.

[4] – انظر، الشيوعية العلمية، معجم، المصدر السابق ص330-332.

 

رابط تحميل البحث بصيغة P D F  :

الاشتراكية العلمية كنظام اقتصادي اجتماعي

 

الاشتراكية العلمية كنظام اقتصادي اجتماعي

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

Contents

أولاً – السمات الأساسية لمرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية: 2

ثانياً – التناقضات الاقتصادية في مرحلة الانتقال: 5

ثالثاً – السمات العامة المميزة للاشتراكية كنظام اقتصادي اجتماعي: 7

في الميدان الاقتصادي: 8

في الميدان الاجتماعي: 8

في الميدان السياسي: 9

رابعاً – سمات المجتمع الاشتراكي (حالة الاتحاد السوفياتي): 10

خامساً – القانون الاقتصادي الأساسي للنظام الاشتراكي: 11

سادساً – آلية عمل النظام الاقتصادي في الدول الاشتراكية: 14

سابعاً – (أزمة النظام الاشتراكي) تراجع التجربة الاشتراكية والتحول إلى اقتصاد السوق: 15

ثامناً – برنامج إعادة البناء “البيروستريكا”: 16

تاسعاً – هل فشلت الاشتراكية العلمية؟ 21

عدد الشـركات.. 23

الولايات المتحدة الأمريكية 23

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

أربعة × 4 =

آخر الأخبار