الانتقالات الفكرية بين العرب والأوروبيين

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

الانتقالات الفكرية بين العرب والأوروبيين

أثر العرب في الحضارة الأوروبية | سيبويه للطباعة والنشر والتوزيع

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

يرتكز تطور العلوم والمعارف الانسانية وتقدمها على العقل، فلا علم بلا عقل يُختبر بالاستناد إلى الحواس والادوات الفنية المساعدة لها، ولا علم بلا عقل يرجع إلى قوانين المحاكمة والمنطق. من هنا اتجه المفكرون إلى العقل يصقلونه ويتسلحون به، وإلى الطبيعة يدرسونها ويتعلمون منها، واستخدموا ذلك أثناء البحث في العلوم الانسانية والاجتماعية، وفتحوا الأنظار على النقص الهائل في هذا المجال. واشتقوا طرقاً للإصلاح في مجال السياسة والاقتصاد ونظام الدولة والنظام الاجتماعي وتحسين مستوى رفاه الانسان وتقدمه.

1 – الاهتمام بالبحث في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية:

بدأ اهتمام الانسان بالإنسان في مطلع العصور الحديثة. واهتمام الانسان بالإنسان ادى إلى الاهتمام بالبحث في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية. ومن ذلك العهد بتنا نرى المفكرين منصرفين إلى البحث والتعاون البحثي في هذا المجال، تحثهم فكرة اساسية هي: أن الانسان يقوي الانسان، والانسان وسيلة وغاية قي تطور الانسان والمجتمع البشري. فيكون الناس جميعاً وسائل وغايات لبعضهم البعض باعتبار أن لكل انسان حقوق وعليه واجبات.

كانت الأمة العربية، في عصور ازدهارها وتألق حضارتها، من الأمم التي أعطت اهتماما وتشجيعاً ودعماً للبحث العلمي ورعت العاملين فيه، كما أسهم العلماء العرب في وضع أسس ومناهج البحث العلمي. وفتح العرب آفاقاً في العلوم الأساسية والتطبيقية لم يسبقهم اليها أحد، وتعلم على أيديهم من حملوا لواء النهضة العلمية والتقانة الحديثة في أوروبا. وتلازم غياب شمس حضارة العرب مع ضعف الاهتمام بالبحث العلمي بل مع انعدامه في أغلب أقطار الأمة، حيث عاش العرب عصوراً من الظلام أو الضياع أو التشتت تحت نير الاستغلال أو الاضطهاد الأجنبي. [1]

عندما يُفكر المفكر يتخلل تفكيره عامل الوعي والإدراك لمعنى عمله اجتماعياً وتاريخياً. ولذلك نجد في المفكر أديباً كان أو عالم اجتماع أو شاعراً أو اقتصادياً أو فيلسوفاً – مزيجاً من التفكير الخيالي حول ما يجب أن يكون، والتفكير أيضاً بما يمكن أن يكون نسبة إلى الوضع التاريخي. وكثيراً ما نجد في المفكر الواحد مزيجاً يخدم القديم والجديد، لأن المفكر قلما يسائل نفسه من يخدم اجتماعياً وتاريخياً بعمله، بل هو قد يظن نفسه ينهض بشيء، فتكون النتيجة غير ما ظن وما نوى. (كان لوثر مثلاً، ينعت العقل بأقبح النعوت: “مومس الشيطان”، “عروس الشيطان”، “أعدى أعداء الله” الخ. ومع ذلك فإن الاصلاح الذي كان لوثر رأس دعاته في الكنيسة، خدم العقل وحق العقل في المحاكمة والبحث الحر، وعلى هذا يكون للتاريخ منطق غير منطق الأفراد، وإرادة الأفراد).

[1] – د. محمد عثمان خضر، البحث العلمي في الأقطار العربية، بحث مقدم الى المؤتمر الرابع للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، المركز العربي لبحوث التعليم العالي، دمشق 1989 ص 43.

 

رابط تحميل البحث بصيغة P D F :

الانتقالات الفكرية بين العرب والاوروبيين

 

 

الانتقالات الفكرية بين العرب والأوروبيين

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

Contents

1 – الاهتمام بالبحث في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية: 2

2 – قيمة الفكر هو أن تقبله الجماهير وتعمل به: 3

3 – ظهور نتاج خصب من التأليف الفلسفي والادبي في أوروبا: 4

4 – كيف تتم الانتقالات الفكرية بين العرب والأوروبيين: 4

5 – الاختراعات والاكتشافات كانت ضرورة حيوية لنهضة أوروبا: 5

6 – تتناول الانتقالات الفكرية البحث العلمي كعملية ابداعية وابتكار: 6

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

10 + أربعة =

آخر الأخبار