
المركزي السوري يمنح البنوك 6 أشهر لتقديم خطط لتغطية خسائرها في لبنان
نُشر:21 أكتوبر 2025
المركزي السوري يمنح البنوك 6 أشهر لتقديم خطط لتغطية خسائرها في لبنان

المصارف العاملة في سوريا لديها أكثر من 1.6 مليار دولار ودائع في لبنان ما يمثل ثلث ودائع القطاع التجاري السوري
نُشر:21 أكتوبر 2025 12:34
حاكم المصرف طالب البنوك بتجنيب مخصصات بنسبة 100% لتغطية خسائر الانكشاف على المصارف اللبنانية
الودائع السورية جُمّدت بعد انهيار النظام المصرفي اللبناني عام 2019 والحكومة اللبنانية لم تعتمد حتى الآن خطة واضحة لمعالجة الأزمة
أمهل مصرف سورية المركزي المصارف التجارية ستة أشهر لتغطية خسائرها الناتجة عن الانهيار المالي في لبنان، وتقديم خطط إعادة هيكلة موثوقة، في خطوة من شأنها إعادة تشكيل القطاع المصرفي السوري المتداعي.
ويقضي التوجيه الصادر قبل شهر بأن تعترف المصارف بكامل تعرضها للنظام المالي اللبناني، حيث أودعت المصارف السورية أموالاً خلال سنوات الحرب السورية.
ويقول مسؤولون سوريون إن هذا القرار جزء من جهود أوسع لتنظيف قطاع مصرفي سحقته 14 سنة من الحرب والعقوبات الغربية، والمساعدة في معالجة أزمة سيولة خنقت النشاط الاقتصادي.
ودفع القرار بعض المصارف إلى البحث عن مستثمرين جدد أو استكشاف إمكانية الاستحواذات الخارجية، وفقاً لما أفاد به ثلاثة مصرفيين سوريين لوكالة “رويترز”.
وقال عبد القادر الحصرية حاكم مصرف سورية المركزي، للوكالة: “سيُطلب منهم تقديم خطة موثوقة لإعادة الهيكلة، والعد التنازلي بدأ الآن”. وأضاف: “يُمكنهم إيجاد طرق متنوعة للقيام بذلك، بما في ذلك من خلال مصارفهم الشقيقة في لبنان أو عبر الشراكة مع مؤسسات دولية أخرى”.
تعرض كبير للأزمة اللبنانية
قال الحصرية إن المصارف التجارية السورية لديها أكثر من 1.6 مليار دولار من التعرض للنظام المالي اللبناني. ويمثل هذا الرقم نسبة كبيرة من إجمالي الودائع البالغة 4.9 مليار دولار في القطاع المصرفي التجاري السوري، وفق حسابات “رويترز” استناداً إلى التقارير المالية لعام 2024 الصادرة عن المصارف التجارية الأربعة عشر في سوريا والمنشورة على موقع سوق دمشق للأوراق المالية.
ومن بين المصارف الأكثر تضرراً: “بنك الشرق” (Bank Al-Sharq)، و”فرنسبنك” (Fransabank)، و”بنك سوريا والمهجر” (Bank of Syria and Overseas)، و”بنك بيبلوس السعودي الفرنسي” (Banque Bemo Saudi Fransi)، و”بنك الشهباء” (Shahba Bank)، و”بنك الأهلي تراست” (Ahli Trust Bank)، وجميعها مصارف لبنانية الأصل افتتحت فروعاً في سوريا خلال العقد الأول من الألفية.
ولم يصدر أي تعليق فوري من هذه المصارف رداً على طلبات التعليق.
ويقول مصرفيون إنهم لجأوا إلى لبنان خلال الحرب السورية، في ظل غياب الخيارات الأخرى بسبب العقوبات الغربية التي تم التخفيف منها تدريجياً بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي.
لكن تلك الودائع جُمّدت عندما انهار النظام المصرفي اللبناني في عام 2019، بعد سنوات من سوء الإدارة المالية والشلل السياسي.
ولم تعتمد الحكومة اللبنانية حتى الآن خطة لحل الأزمة، رغم أن مسؤولين لبنانيين يقولون إنهم أحرزوا تقدماً كبيراً نحو إقرار “قانون الفجوة المالية” الذي سيحدد كيفية تعويض المودعين عن خسائرهم.
البنوك تطلب تمديد المهلة
انتقد بعض المصرفيين السوريين قصر المهلة المحددة للامتثال للتوجيه الذي يقضي بتغطية كاملة للخسائر المرتبطة بلبنان.
وقال أحد المصرفيين: “القرار بحد ذاته مبرّر، لكن المهلة الزمنية غير مبرّرة”. وأضاف: “إنه قرار استباقي، متسرّع وأياً كان الوصف المناسب. فهو قرار سياسي”.
ونفى مسؤولون سوريون وجود أي دوافع سياسية.
وقال الحصرية إن الخطوة تأتي في إطار جهود أوسع للامتثال للأنظمة التي تم تجاهلها في عهد الحكومة السابقة. وأضاف: “لا نريد لأي مصرف أن يواجه مشاكل، لكن الإنكار أيضاً ليس حلاً. نحن ننتقل من إنكار النظام القديم إلى الاعتراف بالمشكلة ومعالجتها”.
وقال ثلاثة مصرفيين سوريين إن بعض المصارف المتأثرة بدأت محادثات أولية مع مؤسسات مالية عربية، من بينها مصارف مقرها في الأردن والسعودية وقطر، بشأن عمليات استحواذ محتملة.
وأشار الحصرية إلى أن الحكومة تهدف إلى مضاعفة عدد المصارف التجارية العاملة في سوريا بحلول عام 2030، موضحاً أن بعض المصارف الأجنبية بدأت بالفعل في إجراءات الحصول على التراخيص. وامتنع عن تقديم تفاصيل، مشيراً إلى سرية العملية.
ويعمل مصرف سورية المركزي على إجراء تعويم مدار لسعر صرف الليرة، معتمداً على آليات العرض والطلب، حسبما كشف الحصرية في مقابلة سابقة مع “الشرق”، أكد فيها أن المصرف لا يعتزم ربط الليرة بعملات أخرى. وتستعد سوريا لإصدار أوراق نقدية معدلة جديدة تحذف منها صفرين، في مسعى لاحتواء التدهور الحاد في قيمة الليرة السورية، بعد أن فقدت أكثر من 99% من قيمتها منذ عام 2011.
https://asharqbusiness.com/banks/103290/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%88%D9%83-6-%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%8A%D9%83%D9%84%D8%A9/