نظريات جوهر الربح ومصدره في الاقتصاد الرأسمالي

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

نظريات جوهر الربح ومصدره في الاقتصاد الرأسمالي

الاقتصاد السياسي – المستشار الاقتصادي

الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

المقدمة:

الربح نوع آخر من الدخل الناشئ عن الملكية إلى جانب الفائدة والريع. ويختلف مفهوم الربح بالنسبة للاقتصاديين عن مفهوم الربح بالنسبة للمحاسبين. فالربح، وفقاً لوجهة نظر المحاسبين هو المبلغ الذي يبقى للرأسمالي بعد أن يقوم بدفع الأجور والفائدة والريع، وبعد أن يدفع قيمة مستلزمات الإنتاج، واقتطاع نسبة تعادل اهتلاك الأبنية والتجهيزات. ويختلف الاقتصاديون في ذلك عن المحاسبين لأنهم يعتقدون بوجوب اقتطاع تكاليف الفرصة للعمل ورأس المال والأرض أيضاً التي يسهم بها مالك المشروع.

يتحقق الربح الرأسمالي، وبغض النظر عن الشكل الذي يظهر به، من خلال استغلال العمال المأجورين، هذه الفئة الوحيدة التي تخلق كل الخيرات المادية التي يتم إنتاجها ضمن عملية الإنتاج الرأسمالي.

ويعد طموح الشركات الرأسمالية في تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح، المحرك الأساسي لنمو الإنتاج والتبادل وتطورهما في الاقتصاد الرأسمالي. وهذا يعني أننا إذا لم نتمكن من توضيح جوهر الربح ومصدره فإننا لا نستطيع فهم جوهر أسلوب الإنتاج الرأسمالي بشكل كامل.

يبدو لأول وهلة أن الربح يتحقق عندما يقوم الرأسمالي ببيع بضاعته بسعر أعلى من سعر الشراء. هذا التوضيح غير كاف. ذلك لأن تبادل البضائع لا يخلق أية قيمة جديدة. بل إن القيمة المضافة في مجمل الاقتصاد لا تنجم عن التبادل غير المتعادل. حين يتم البيع بأعلى من القيمة فإن هذا يعني أن الربح يتحقق للبائع مقابل الخسارة التي لحقت بالشاري، أي أن أرباح البائعين سوف تعادل خسارة المشترين، والقيمة بقيت على حالها دون أية زيادة.

مما تقدم نجد أن الربح لا يتحقق في مجال تداول البضائع، بل يتحقق فقط في مجال الإنتاج، ولا يمكن أن تكون وسائل الإنتاج المستخدمة في عملية الإنتاج مصدراً للربح، لأن وسائل الإنتاج هذه لا تستطيع أن تنتقل إلى المنتج النهائي بقيمة جديدة أكبر من قيمتها حال استخدامها في عملية الإنتاج. وبذلك تكون قوة العمل التي يستخدمها العمال في عملية الإنتاج هي المصدر الوحيد للربح، لأن قوة العمل يمكن أن تظهر في المنتج النهائي بقيمة أكبر من القيمة التي باعها العامل للرأسمالي أثناء عملية الإنتاج. بعبارة أخرى يحصل العامل على جزء من قيمة قوة العمل التي باعها الرأسمالي، على شكل أجر، والجزء الباقي يذهب إلى جيب الرأسمالي، على شكل فائض القيمة، وهذا يحصل بسبب أن الرأسمالي يملك وسائل الإنتاج، أما العامل فهو لا يملك سوى قدرته على العمل، وهو مكره على تأجيرها للرأسمالي مالك وسائل الإنتاج في سبيل تأمين وسائل العيش له ولأسرته. وبذلك تكون قوة العمل في النظام الرأسمالي هي البضاعة الوحيدة التي تتميز بمواصفات خاصة تجعلها قادرة على خلق قيمة جديدة يتم توزيعها بين أجر العامل المدفوع وربح الرأسمالي.

 

رابط تحميل البحث بصيغة p d f : 

نظريات جوهر الربح ومصدره في الاقتصاد الرأسمالي

 

نظريات جوهر الربح ومصدره في الاقتصاد الرأسمالي

Contents

1 – عوامل ظهور الربح الاقتصادي: 3

أ – الابتكارات: 4

ب – المخاطرة وظروف عدم التأكد: 4

ج – الأرباح الاحتكارية: 4

2 – وظائف الربح ودوره: 5

3 – النظريات البرجوازية في تفسير الربح: 5

أ – نظرية عائد رأس المال: 6

ب – نظرية (الربح لقاء العمل الذي يقوم به الرأسمالي): 7

ج – نظرية (الربح مكافأة عن المخاطرة التي يتحملها الرأسمالي): 7

د – نظرية (الربح ثمن الابتكار): 7

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

5 × خمسة =

آخر الأخبار