الصناعات الثقافية
رأي المستشار الاقتصادي
الثقافة المصنوعة أو صناعة الثقافة هي مصطلح صاغه الفيلسوف النقدي الألماني تيودور أدورنو، تم تقديمه كمصطلح من مصطلحات النظرية النقدية في فصل (ثقافة الصناعة: التنوير باعتباره خداعاً جماعياً) من كتاب جدل التنوير الذي ألفه أدورنو في عام (1944)، حيث أكد أن الثقافة الشعبية هي أشبه بمصنع ينتج سلعاً ثقافية ممزوجة من أفلام وموسيقا وبرامج إذاعية ومجلات وكتب، وغير ذلك، تهدف إلى التلاعب بالمجتمع وجرّه إلى السلبية. أن استهلاك المتع الزائفة للثقافة الشعبية صار ممكناً بواسطة وسائط الإعلام.
تُعد الصناعات الثقافية من أسرع الصناعات نمواً في العالم وقد ثبُت أنها خيار إنمائي مستدام يعتمد على مورد فريد ومتجدد هو الإبداع البشري. ويُقصد بمصطلح الإبداع قدرة الإنسان على وضع حلول وأفكار جديدة ومبتكرة نابعة من الخيال أو من مهارة الابتكار.
وضِعت الإمكانيات التي توفرها
الصناعات الثقافية في صميم اتفاقية عام 2005 بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي. ويتمثل هدف الاتفاقية الدولية الملزمة قانوناً في تمكين الفنانين، والمهنيين والممارسين العاملين في مجال الثقافة، وسائر المواطنين من ابتكار مجموعة واسعة من السلع والخدمات والأنشطة الثقافية وإنتاجها ونشرها والتمتّع بها، عندما يتعلق الأمر بأشكال التعبير الثقافي الخاصة بهم.
وتدعم الاتفاقية الآليات التي تشجع الابتكار وتعزز نشوء صناعات ثقافية وإبداعية نشيطة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، بما في ذلك الآليات التي ترمي إلى تعزيز الإنتاج المحلي، وتطوير الأسواق المحلية، وتيسير الانتفاع بالمنابر المخصصة لأغراض التوزيع والتبادل في شتى أنحاء العالم.
ما هي حقيقة العلاقة بين الدولة في الوطن العربي والثقافة؟
هل للدول العربية رؤية ثقافية خاصة بها؟
وهل لدينا مشروع ثقافي عربي؟
هل نترك مسؤولية الصناعات الثقافية على عاتق الدولة وحدها في الوطن ؟
السؤال الأول، لماذا تأخرنا في سورية والدول العربية في طرح موضوع الصناعات الثقافية؟